لقاءات مع أساتذة و معلمين ... الأستاذة عقيلة طايبي
في إطار سعينا المتواصل لتقديم الأفضل في مجال التعليم و مساعدة الأساتذة و التلاميذ لتحسين المستوى، ارتأينا أن نلتقي بأصحاب الخبرة و ننقل منهم نصائح و توجيهات و آراء مختلفة تخص واقع التعليم في الوقت الحالي و السبل للتطوير و النهوض بالقطاع، مشروع لقاءات نستضيف فيها بعضا من خيرة الأساتذة على المستوى الوطني يساهمون فيها بخلاصة خبرتهم و تجاربهم في المجال لمد يد العون بتوجيهات عملية و نفسية للتلاميذ و أيضا للأساتذة الجدد كما يناقش هذا المشروع قضايا تعليمية و يقترح حلولا تطويرية لعلها تجد من المسؤولين آذانا صاغية و يتحقق الهدف في إصلاح ما بالمنظومة التربوية من نقائص٠
أول من نستضيف في هذا المشروع، هي أستاذة مادة الرياضيات بالتعليم الثانوي "عقيلة طايبي" المعروفة بمساهماتها الكبيرة عبر الانترنت في كل ما يخص التعليم في الجزائر، نتمنى لكم الاستفادة من حوارنا معها٠ |
بدءا يسرنا استضافتك أستاذتنا الكريمة في افتتاح مشروعنا الجديد و نطلب منك تعريفا موجزا عنك و عن مشوارك في مجال التعليم
الأستاذة عقيلة طايبي متزوجة أم لطفلين متفوقة في دراستي من صغري ملمة بكل المواد، تخصصي في الثانوية كان شعبة رياضيات بكالوريا في سن 16 و أصغر متخرجة من المدرسة العليا للأساتذة سن 20 تخصص رياضيات ثانوي، صححت في البكالوريا لسنوات و كونت عدة متربصين كما شاركت في إعداد أسئلة مسابقات بين الثانويات للجزائر غرب. متحصلة أيضا على دبلوم إعلام آلي في مدرسة خاصة و آخر للطبخ تخصص حلويات شرقية، حضرت كعضو في لجان ترسيم أساتذة الرياضيات في الثانوي، بدايتي في الانترنت كانت ككل أم تبحث عن مواضيع اختبارات للمراجعة لأبنائها غير أن وقتها لم يكن ذلك متوفر في الفايسبوك ففتحت مجموعة قاعة الأساتذة التي فاق عدد أعضائها 140000 حاليا تنشر فيها مذكرات نموذجية للأساتذة و وثائق و توجيهات تخص المهنة و استشارات تربوية حول طرق ضبط سلوك التلاميذ و حثهم على الدراسة. موقعي فاق الآن عدد الملفات فيه 100000 ملف لجميع الاطوار رتبتها بشكل يسهل للمتصفح التحميل المباشر لحاسوبه دون عناء، فاق أربع ملايين زائر منذ إنشائه لأنه مبسط و متجدد يوميا بإضافة ملفات جديدة تخص مناهج الجيل الثاني خصوصا و توفير كل ما يحتاجه الأساتذة الجدد لتكوينهم بتوفير نماذج مذكرات لأساتذة أكفاء و وثائق المنهاج و أدلة الكتب و حتى الكتب المدرسية الرقمية و مواضيع امتحانات لبناء الجديد٠
كأستاذة لمادة الرياضيات في المستوى الثانوي، ما رأيك في مستوى التلاميذ في المادة بمرور السنوات و الأجيال ؟
مستوى التلاميذ تغير بسبب كثرة وسائل اللهو التي تشتت تركيزهم في القسم. نحن نبذل جهدا كبيرا لكي نوفر لهم التعليم في الانترنت كي لا يستغلوه للألعاب الالكترونية و اليوتوب. الفايسبوك أقرب وسيلة لإيصال المعلومة لذلك فتحت صفحة تعليمية لفائدتهم إضافة للموقع الذي تتوفر فيه كل الدروس و تمارين محلولة و فيديوهات تعليمية و حوليات الامتحانات الرسمية للسنوات السابقة محلولة إضافة لنماذج امتحانات تساعدهم في المراجعة في البيت٠
ما إرشاداتك للمقبلين على الشهادات الرسمية و ما خصوصيات السنة الأخيرة في كل مستوى في طريقة التحضير ؟
لأقسام الامتحانات الرسمية أقول ضعوا خطة للمراجعة من بداية السنة كي لا تتراكم عليكم الدروس و المواد فتصير عبءا على الوقت و الفهم. ان انتبهت أن لك نقائص في مادة استدركها في أقرب وقت و لا تهمل المواد الثانوية فكم من مترشح للبكالوريا خسر بسببها. لا يفوت الأوان أبدا لصاحب الإرادة القوية و تذكر أن عشرة من عشرون كافية للنجاح لكن ان كانت طموحاتك تتطلب معدل عال ادرس أكثر و حل تمارين زيادة إضافة للحوليات. النجاح لا يأتي بالكسل و التهاون. مهما خذلتك الحياة لا تغش في الامتحانات و اعتمد على نفسك فما يبنى بالحلال الله يزكيه و ما يبنى على الحرام لا خير فيه. انتبه لصحتك و لا تفشل، كل جيدا و نظم وقتك للمراجعة يوميا٠
ما رأيك في مهنة التعليم و ما نصائحك للتلاميذ عند اختيار التخصصات و تحديد مستقبلهم ؟
مهنة التعليم رسالة تربوية قبل أن تكون تعليمية لذلك وجب أن تتوفر شروط هامة لمن يريد أن يصبح أستاذا ناجحا أولها أن يكون متمكنا من مادته و له معارف واسعة في الجانب التربوي و طرق التعامل مع التلاميذ و تبسيط الشرح خصوصا لمن لهم تأخر دراسي. سيجد الأستاذ تفاوت بين مستويات التلاميذ في القسم الواحد فمنهم المثابر و منهم المتهاون. عليه أن يجلبهم جميعا لدرسه و يشركهم في بناء المعرفة مع مراعاة الفروق الفردية كما يجب أن يكون صبورا و له سعة البال و سرعة التصرف في المواقف خاصة مع المشاغبين كي لا يفقد هيبته في القسم فينقص مردوده معهم. من دخل للتعليم عن حب للمهنة يتجلى ذلك في طرق تدريسه المتنوعة و بحثه المستمر لتحسين مردود التلاميذ بالاحتكاك مع زملائه في المؤسسة و حتى خارجها
بالنسبة لاختيار التخصص بعد البكالوريا يجب أن يفكر فيه التلميذ سنوات من قبل ليعرف ميوله حسب قدراته. التوجه لاختصاص اخترته سيجعلك دون شك تنجح فيه و مع ذلك أحيانا لا يكون المعدل المحصل عليه في البكالوريا يسمح بالتوجه للتخصص الذي أراده، في تلك الحالة له خيارين إما التوجيه لتخصص مشابه أو آخر متوفر حسب معدله و الجامعة الأقرب لبيته أو إعادة البكالوريا على أمل تحقيق ما يريده لمستقبله. اختيار تخصصك يبني مستقبلك، لا تغامر بتخصص لا تجد به عملا في المستقبل أو لن ترتاح فيه أو أصعب من قدراتك٠
ما رأيك في الإصلاحات التي عرفها قطاع التربية مؤخرا خصوصا مع مناهج الجيل الثاني ؟
مناهج الجيل الثاني جاءت لتصلح ما بني في الجيل الأول. تغيرت المصطلحات و طرق التدريس بإدراج الصور و المشاهد للابتدائي. هذه السنة تم تطبيقه في السنة الأولى و الثانية ابتدائي و أولى متوسط. الأساتذة بحاجة لتكوين لتنفيذه كما ينبغي بإشراف مفتشين و أساتذة مكونين. حاليا أنشر يوميا كل المستجدات حول الجسب الثاني حتى أني ركزت عليها لإفادة الأساتذة خصوصا الجدد منهم٠
ما الذي ينقص التعليم في الجزائر و ما أفكارك للتطوير في القطاع ؟
ينقصنا في التعليم توفير الجو المناسب للدراسة. أولا الحد من ظاهرة الاكتظاظ المدرسي التي ستقلل من الدروس الخصوصية ان تم حد 25 تلميذ على الأقصى في كل قسم، كذلك إعادة النظر في طرق التوجيه للشعب في الثانوي و الانتقال بالتقويم المستمر الذي يضخم مستوى التلميذ أحيانا كي نصل لنسبة نجاح تفوق 80 بالمئة٠
يجب أيضا تكوين الأساتذة في المراكز يوم في الأسبوع و تفعيل دور مفتش المقاطعة إضافة لتوفير الوسائل التعليمية و أجهزة العرض و توقيت مناسب لا يرهق التلميذ، تخفيف البرامج بات ضروريا مع مستجدات العصر كي يدرس التلميذ فقط ما يحتاجه مستقبلا٠
كما يجب الربط بين وزارة التربية و وزارة التكوين المهني للتوجيه المبكر للتلاميذ الذين يعانون من سوء التحصيل المدرسي للقضاء على التسرب المدرسي الذي يمس تحديدا المراهق كي نحميه من الشارع و المخدرات و بقية الآفات الاجتماعية لو طرد من المدرسة٠
المدرسة هدفها تكوين المواطن الصالح الواعي و الفعال في بناء المجتمع. يجب التركيز على الجانب الاخلاقي٠
ما رأيك في الدروس الخصوصية، و هل تنصحين التلاميذ بها ؟
الدروس الخصوصية أرهقت التلاميذ حتى في أيام الراحة الأسبوعية لا يرتاحون. زمان كان التلميذ يعتمد على نفسه و أستاذه في القسم فقط. المراجعة كانت فردية أو جماعية مع أصدقائه خصوصا أقسام الامتحانات الرسمية و الآن مع تغيير البرامج و عدم تخصيص وقت كاف لحل التمارين في القسم و أحيانا عدم التحصيل المدرسي يضطر التلميذ للتوجه للدروس الخصوصية حتى أنها أصبحت موضة في كل الأطوار و ليس فقط المواد الأساسية. اتخذت الدروس الخصوصية منحى يجب دراسة أسبابه و سبل العلاج بتوفير حصص الدعم مجانا في المدارس و الاستدراك٠
لديك نشاط كبير في الانترنت من خلال مجموعات مواقع التواصل و موقعك الالكتروني، ما رأيك في مساهمة الانترنت في إفادة الأساتذة و التلاميذ ؟
منذ فتح مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا الفايسبوك و اليوتوب أصبح من الضروري توفير التعليم لأبنائنا كي لا يتيهوا مع الألعاب و الصفحات التافهة و تضييع الوقت في الدردشة و ما يضرهم. حتى المجموعات التعليمية لها دور فعال في مساعدة التلميذ على المراجعة و توفير ما يلزم للأستاذ من وثائق و نماذج مذكرات من أساتذة خبراء لتكوينه في بيته دون جهد أو عناء. الموقع و الصفحة و المجموعة هدفهم دخول البيوت الجزائرية من خلال الحاسوب من أجل الاستغلال الجيد للانترنت للدراسة و التدريس و اتسع موقعي ليضم ايضا ملفات إدارية تخص الإدارة المدرسية للمدير و المستشار و حتى المفتش و مناشير وزارية رسمية حصرية لإعلام المتابعين عن كل جديد في قطاع التربية٠
الانترنت ساهمت بشكل كبير في تكوين الأساتذة الجدد خصوصا بالاحتكاك بزملاء المهنة و اكتساب خبرة منهم في ظرف قياسي كما توفر المواقع مواضيع امتحانات سابقة تفيد التلاميذ للتحضير للامتحانات٠
هل من توجيهات للأساتذة الجدد خاصة فيما يتعلق بطريقة التعامل مع التلاميذ ؟
الأساتذة الجدد بحاجة لتكوين و احتكاك مع القدامى، قد يفيدهم حتى زملاؤهم للمواد الأخرى خاصة الأكفاء منهم في طرق التعامل مع التلاميذ و التصرف مع المشاغبين و بعض الهفوات التربوية التي قد تحدث معهم كالتحضير المحكم للدرس قبل تقديمه و ضبط الوقت المناسب للامتحان عند إعداده مع تحضير الحل النموذجي و السلم مسبقا لتفادي الأخطاء كما أنصحهم بالاهتمام بهندامهم و لغة الخطاب أيضا. لا نريد أن يدخل الشارع للمدرسة باستعمال لغة حوار ركيكة مع التلاميذ. الإدارة في خدمة الأستاذ و هناك قوانين لحمايته. التلميذ مثل ابنك اهتم به فأنت مربيا قبل أن تكون أستاذا، تعامل بالعدل مع الجميع و لا تجرح أحد و لو بالمزاح قد يؤثر ذلك على نفسيته خصوصا أمام زملائه مستقبلا. لأساتذة الابتدائي دوما أنبه: لا تضربو الأطفال هم أمانة بين أيديكم فصونوها، العنف يولد العنف فقط، تذكر أنك قدوة له في كل أقوالك و أفعالك و أخلاقك، اغرس فيهم بذرة خير تنفعهم في بناء شخصيتهم٠
لو عاد كل منا لذاكرته أثناء دراسته هناك أساتذة لا يمحوهم الزمن علمونا من قلبهم و آخرون ظلمونا إما بتهاونهم في المادة أو نقص معارفهم في المجال التربوي٠
في الأخير، هل من نصائح للتلاميذ لتحسين مستواهم في مادة الرياضيات ؟
مادة الرياضيات تتطلب التركيز و الذكاء كما تحتاج للممارسة لترسيخ المفاهيم من خلال تمارين متنوعة بعد كل محور. ضعف التلميذ في السنوات السابقة في المادة يؤثر بشكل كبير على تحصيله لذلك نجد أن نسبة النجاح في الرياضيات غير كافية مقارنة ببعض المواد الأخرى رغم أنها مادة لكل الشعب و السنوات لذلك يلجأ معظم التلاميذ خصوصا تلاميذ البكالوريا للدروس الخصوصية لتكملة ما قدم لهم في القسم بحل سلاسل تمارين إضافية يعجزون عن حلها لوحدهم رغم أن المكتبات مليئة بالكتب الخارجية و يبقى طول البرنامج و كثافته السبب الرئيسي لقلة التطبيقات في القسم زيادة على النقائص القاعدية للتلميذ في الحساب و النشر و التحليل إضافة لكثرة المواد و تراكم النقائص لسنوات دون معالجة٠
أنصح كل تلميذ بالمراجعة اليومية و تلخيص كل النقاط المهمة و حل تمارين كافية كي يكتسب خبرة في طرق الحل و الحساب دون أخطاء في وقت كاف
و في الأخير أتمنى التوفيق لكل أبناء الوطن في دراستهم فالعلم سلاح لبناء الشخصية و المستقبل و شكرا٠
تاريخ إجراء الحوار: 20 ديسمبر 2016
الأستاذة عقيلة طايبي متزوجة أم لطفلين متفوقة في دراستي من صغري ملمة بكل المواد، تخصصي في الثانوية كان شعبة رياضيات بكالوريا في سن 16 و أصغر متخرجة من المدرسة العليا للأساتذة سن 20 تخصص رياضيات ثانوي، صححت في البكالوريا لسنوات و كونت عدة متربصين كما شاركت في إعداد أسئلة مسابقات بين الثانويات للجزائر غرب. متحصلة أيضا على دبلوم إعلام آلي في مدرسة خاصة و آخر للطبخ تخصص حلويات شرقية، حضرت كعضو في لجان ترسيم أساتذة الرياضيات في الثانوي، بدايتي في الانترنت كانت ككل أم تبحث عن مواضيع اختبارات للمراجعة لأبنائها غير أن وقتها لم يكن ذلك متوفر في الفايسبوك ففتحت مجموعة قاعة الأساتذة التي فاق عدد أعضائها 140000 حاليا تنشر فيها مذكرات نموذجية للأساتذة و وثائق و توجيهات تخص المهنة و استشارات تربوية حول طرق ضبط سلوك التلاميذ و حثهم على الدراسة. موقعي فاق الآن عدد الملفات فيه 100000 ملف لجميع الاطوار رتبتها بشكل يسهل للمتصفح التحميل المباشر لحاسوبه دون عناء، فاق أربع ملايين زائر منذ إنشائه لأنه مبسط و متجدد يوميا بإضافة ملفات جديدة تخص مناهج الجيل الثاني خصوصا و توفير كل ما يحتاجه الأساتذة الجدد لتكوينهم بتوفير نماذج مذكرات لأساتذة أكفاء و وثائق المنهاج و أدلة الكتب و حتى الكتب المدرسية الرقمية و مواضيع امتحانات لبناء الجديد٠
كأستاذة لمادة الرياضيات في المستوى الثانوي، ما رأيك في مستوى التلاميذ في المادة بمرور السنوات و الأجيال ؟
مستوى التلاميذ تغير بسبب كثرة وسائل اللهو التي تشتت تركيزهم في القسم. نحن نبذل جهدا كبيرا لكي نوفر لهم التعليم في الانترنت كي لا يستغلوه للألعاب الالكترونية و اليوتوب. الفايسبوك أقرب وسيلة لإيصال المعلومة لذلك فتحت صفحة تعليمية لفائدتهم إضافة للموقع الذي تتوفر فيه كل الدروس و تمارين محلولة و فيديوهات تعليمية و حوليات الامتحانات الرسمية للسنوات السابقة محلولة إضافة لنماذج امتحانات تساعدهم في المراجعة في البيت٠
ما إرشاداتك للمقبلين على الشهادات الرسمية و ما خصوصيات السنة الأخيرة في كل مستوى في طريقة التحضير ؟
لأقسام الامتحانات الرسمية أقول ضعوا خطة للمراجعة من بداية السنة كي لا تتراكم عليكم الدروس و المواد فتصير عبءا على الوقت و الفهم. ان انتبهت أن لك نقائص في مادة استدركها في أقرب وقت و لا تهمل المواد الثانوية فكم من مترشح للبكالوريا خسر بسببها. لا يفوت الأوان أبدا لصاحب الإرادة القوية و تذكر أن عشرة من عشرون كافية للنجاح لكن ان كانت طموحاتك تتطلب معدل عال ادرس أكثر و حل تمارين زيادة إضافة للحوليات. النجاح لا يأتي بالكسل و التهاون. مهما خذلتك الحياة لا تغش في الامتحانات و اعتمد على نفسك فما يبنى بالحلال الله يزكيه و ما يبنى على الحرام لا خير فيه. انتبه لصحتك و لا تفشل، كل جيدا و نظم وقتك للمراجعة يوميا٠
ما رأيك في مهنة التعليم و ما نصائحك للتلاميذ عند اختيار التخصصات و تحديد مستقبلهم ؟
مهنة التعليم رسالة تربوية قبل أن تكون تعليمية لذلك وجب أن تتوفر شروط هامة لمن يريد أن يصبح أستاذا ناجحا أولها أن يكون متمكنا من مادته و له معارف واسعة في الجانب التربوي و طرق التعامل مع التلاميذ و تبسيط الشرح خصوصا لمن لهم تأخر دراسي. سيجد الأستاذ تفاوت بين مستويات التلاميذ في القسم الواحد فمنهم المثابر و منهم المتهاون. عليه أن يجلبهم جميعا لدرسه و يشركهم في بناء المعرفة مع مراعاة الفروق الفردية كما يجب أن يكون صبورا و له سعة البال و سرعة التصرف في المواقف خاصة مع المشاغبين كي لا يفقد هيبته في القسم فينقص مردوده معهم. من دخل للتعليم عن حب للمهنة يتجلى ذلك في طرق تدريسه المتنوعة و بحثه المستمر لتحسين مردود التلاميذ بالاحتكاك مع زملائه في المؤسسة و حتى خارجها
بالنسبة لاختيار التخصص بعد البكالوريا يجب أن يفكر فيه التلميذ سنوات من قبل ليعرف ميوله حسب قدراته. التوجه لاختصاص اخترته سيجعلك دون شك تنجح فيه و مع ذلك أحيانا لا يكون المعدل المحصل عليه في البكالوريا يسمح بالتوجه للتخصص الذي أراده، في تلك الحالة له خيارين إما التوجيه لتخصص مشابه أو آخر متوفر حسب معدله و الجامعة الأقرب لبيته أو إعادة البكالوريا على أمل تحقيق ما يريده لمستقبله. اختيار تخصصك يبني مستقبلك، لا تغامر بتخصص لا تجد به عملا في المستقبل أو لن ترتاح فيه أو أصعب من قدراتك٠
ما رأيك في الإصلاحات التي عرفها قطاع التربية مؤخرا خصوصا مع مناهج الجيل الثاني ؟
مناهج الجيل الثاني جاءت لتصلح ما بني في الجيل الأول. تغيرت المصطلحات و طرق التدريس بإدراج الصور و المشاهد للابتدائي. هذه السنة تم تطبيقه في السنة الأولى و الثانية ابتدائي و أولى متوسط. الأساتذة بحاجة لتكوين لتنفيذه كما ينبغي بإشراف مفتشين و أساتذة مكونين. حاليا أنشر يوميا كل المستجدات حول الجسب الثاني حتى أني ركزت عليها لإفادة الأساتذة خصوصا الجدد منهم٠
ما الذي ينقص التعليم في الجزائر و ما أفكارك للتطوير في القطاع ؟
ينقصنا في التعليم توفير الجو المناسب للدراسة. أولا الحد من ظاهرة الاكتظاظ المدرسي التي ستقلل من الدروس الخصوصية ان تم حد 25 تلميذ على الأقصى في كل قسم، كذلك إعادة النظر في طرق التوجيه للشعب في الثانوي و الانتقال بالتقويم المستمر الذي يضخم مستوى التلميذ أحيانا كي نصل لنسبة نجاح تفوق 80 بالمئة٠
يجب أيضا تكوين الأساتذة في المراكز يوم في الأسبوع و تفعيل دور مفتش المقاطعة إضافة لتوفير الوسائل التعليمية و أجهزة العرض و توقيت مناسب لا يرهق التلميذ، تخفيف البرامج بات ضروريا مع مستجدات العصر كي يدرس التلميذ فقط ما يحتاجه مستقبلا٠
كما يجب الربط بين وزارة التربية و وزارة التكوين المهني للتوجيه المبكر للتلاميذ الذين يعانون من سوء التحصيل المدرسي للقضاء على التسرب المدرسي الذي يمس تحديدا المراهق كي نحميه من الشارع و المخدرات و بقية الآفات الاجتماعية لو طرد من المدرسة٠
المدرسة هدفها تكوين المواطن الصالح الواعي و الفعال في بناء المجتمع. يجب التركيز على الجانب الاخلاقي٠
ما رأيك في الدروس الخصوصية، و هل تنصحين التلاميذ بها ؟
الدروس الخصوصية أرهقت التلاميذ حتى في أيام الراحة الأسبوعية لا يرتاحون. زمان كان التلميذ يعتمد على نفسه و أستاذه في القسم فقط. المراجعة كانت فردية أو جماعية مع أصدقائه خصوصا أقسام الامتحانات الرسمية و الآن مع تغيير البرامج و عدم تخصيص وقت كاف لحل التمارين في القسم و أحيانا عدم التحصيل المدرسي يضطر التلميذ للتوجه للدروس الخصوصية حتى أنها أصبحت موضة في كل الأطوار و ليس فقط المواد الأساسية. اتخذت الدروس الخصوصية منحى يجب دراسة أسبابه و سبل العلاج بتوفير حصص الدعم مجانا في المدارس و الاستدراك٠
لديك نشاط كبير في الانترنت من خلال مجموعات مواقع التواصل و موقعك الالكتروني، ما رأيك في مساهمة الانترنت في إفادة الأساتذة و التلاميذ ؟
منذ فتح مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا الفايسبوك و اليوتوب أصبح من الضروري توفير التعليم لأبنائنا كي لا يتيهوا مع الألعاب و الصفحات التافهة و تضييع الوقت في الدردشة و ما يضرهم. حتى المجموعات التعليمية لها دور فعال في مساعدة التلميذ على المراجعة و توفير ما يلزم للأستاذ من وثائق و نماذج مذكرات من أساتذة خبراء لتكوينه في بيته دون جهد أو عناء. الموقع و الصفحة و المجموعة هدفهم دخول البيوت الجزائرية من خلال الحاسوب من أجل الاستغلال الجيد للانترنت للدراسة و التدريس و اتسع موقعي ليضم ايضا ملفات إدارية تخص الإدارة المدرسية للمدير و المستشار و حتى المفتش و مناشير وزارية رسمية حصرية لإعلام المتابعين عن كل جديد في قطاع التربية٠
الانترنت ساهمت بشكل كبير في تكوين الأساتذة الجدد خصوصا بالاحتكاك بزملاء المهنة و اكتساب خبرة منهم في ظرف قياسي كما توفر المواقع مواضيع امتحانات سابقة تفيد التلاميذ للتحضير للامتحانات٠
هل من توجيهات للأساتذة الجدد خاصة فيما يتعلق بطريقة التعامل مع التلاميذ ؟
الأساتذة الجدد بحاجة لتكوين و احتكاك مع القدامى، قد يفيدهم حتى زملاؤهم للمواد الأخرى خاصة الأكفاء منهم في طرق التعامل مع التلاميذ و التصرف مع المشاغبين و بعض الهفوات التربوية التي قد تحدث معهم كالتحضير المحكم للدرس قبل تقديمه و ضبط الوقت المناسب للامتحان عند إعداده مع تحضير الحل النموذجي و السلم مسبقا لتفادي الأخطاء كما أنصحهم بالاهتمام بهندامهم و لغة الخطاب أيضا. لا نريد أن يدخل الشارع للمدرسة باستعمال لغة حوار ركيكة مع التلاميذ. الإدارة في خدمة الأستاذ و هناك قوانين لحمايته. التلميذ مثل ابنك اهتم به فأنت مربيا قبل أن تكون أستاذا، تعامل بالعدل مع الجميع و لا تجرح أحد و لو بالمزاح قد يؤثر ذلك على نفسيته خصوصا أمام زملائه مستقبلا. لأساتذة الابتدائي دوما أنبه: لا تضربو الأطفال هم أمانة بين أيديكم فصونوها، العنف يولد العنف فقط، تذكر أنك قدوة له في كل أقوالك و أفعالك و أخلاقك، اغرس فيهم بذرة خير تنفعهم في بناء شخصيتهم٠
لو عاد كل منا لذاكرته أثناء دراسته هناك أساتذة لا يمحوهم الزمن علمونا من قلبهم و آخرون ظلمونا إما بتهاونهم في المادة أو نقص معارفهم في المجال التربوي٠
في الأخير، هل من نصائح للتلاميذ لتحسين مستواهم في مادة الرياضيات ؟
مادة الرياضيات تتطلب التركيز و الذكاء كما تحتاج للممارسة لترسيخ المفاهيم من خلال تمارين متنوعة بعد كل محور. ضعف التلميذ في السنوات السابقة في المادة يؤثر بشكل كبير على تحصيله لذلك نجد أن نسبة النجاح في الرياضيات غير كافية مقارنة ببعض المواد الأخرى رغم أنها مادة لكل الشعب و السنوات لذلك يلجأ معظم التلاميذ خصوصا تلاميذ البكالوريا للدروس الخصوصية لتكملة ما قدم لهم في القسم بحل سلاسل تمارين إضافية يعجزون عن حلها لوحدهم رغم أن المكتبات مليئة بالكتب الخارجية و يبقى طول البرنامج و كثافته السبب الرئيسي لقلة التطبيقات في القسم زيادة على النقائص القاعدية للتلميذ في الحساب و النشر و التحليل إضافة لكثرة المواد و تراكم النقائص لسنوات دون معالجة٠
أنصح كل تلميذ بالمراجعة اليومية و تلخيص كل النقاط المهمة و حل تمارين كافية كي يكتسب خبرة في طرق الحل و الحساب دون أخطاء في وقت كاف
و في الأخير أتمنى التوفيق لكل أبناء الوطن في دراستهم فالعلم سلاح لبناء الشخصية و المستقبل و شكرا٠
تاريخ إجراء الحوار: 20 ديسمبر 2016