لقاءات مع أساتذة و معلمين ... الأستاذ أحمد بوالريش
في إطار سعينا المتواصل لتقديم الأفضل في مجال التعليم و مساعدة الأساتذة و التلاميذ لتحسين المستوى، ارتأينا أن نلتقي بأصحاب الخبرة و ننقل منهم نصائح و توجيهات و آراء مختلفة تخص واقع التعليم في الوقت الحالي و السبل للتطوير و النهوض بالقطاع، مشروع لقاءات نستضيف فيها بعضا من خيرة الأساتذة على المستوى الوطني يساهمون فيها بخلاصة خبرتهم و تجاربهم في المجال لمد يد العون بتوجيهات عملية و نفسية للتلاميذ و أيضا للأساتذة الجدد كما يناقش هذا المشروع قضايا تعليمية و يقترح حلولا تطويرية لعلها تجد من المسؤولين آذانا صاغية و يتحقق الهدف في إصلاح ما بالمنظومة التربوية من نقائص٠
هذه المرة نستضيف في هذا المشروع أستاذ مادة العلوم الطبيعية بالتعليم الثانوي "أحمد بوالريش" المعروف بمساهماته الكبيرة عبر الانترنت في مساعدة التلاميذ في مادة العلوم الطبيعية، نتمنى لكم الاستفادة من حوارنا معه٠ |

بدءا يسرنا استضافتك أستاذنا الكريم في مشروع لقاءات مع أساتذة و نطلب منك تعريفا موجزا عنك و عن مشوارك في مجال التعليم٠
أولا أقدم كل الشكر والتقدير إلى مدير الموقع الأول للدراسة في الجزائر على هذه المبادرة الطيبة وبعد
بوالريش أحمد من مواليد 16/04/1964 باولاد عطية ولاية سكيكدة، أستاذ تعليم ثانوي مكون في مادة علوم الطبيعة والحياة، متحصل على شهادة البكالوريا شعبة العلوم الطبيعية دورة جوان 1983 بثانوية بنور محمد بالقل٠ أكملت دراستي العليا بجامعة قسنطينة وتحصلت على شهادة الدراسات العليا في اختصاص فيزيولوجيا وبيولوجيا نبات سنة 1987 بعدها انتقلت الى جامعة فرحات عباس بسطيف لأكمل دراستي تخصص مهندس دولة في حماية النباتات، حيث درست سداسي واحد هناك لأتوقف عن الدراسة بسبب قانون عدم الجمع بين شهادتين، فطلب منا التنازل عن الشهادة الأولى (الدراسات العليا) مقابل الحصول على شهادة مهندس دولة٠
بدأت مشواري المهني خلال الموسم الدراسي 1988/1989 بثانوية أولاد عطية لأنتقل في موسم 1991/1992 الى ثانوية لولوج /دائرة القل، وفي سنة 2007 الى غاية هذه الموسم الدراسي وأنا أدرس بمتقن القل٠ وبالمناسبة هذا آخر موسم لي في التعليم (الخروج إلى التقاعد)٠
كأستاذ لمادة العلوم الطبيعية في المستوى الثانوي، ما رأيك في مستوى التلاميذ في المادة بمرور السنوات والأجيال؟
أخي الكريم مستوى التلاميذ في مادة العلوم الطبيعة والحياة لهذا الجيل أفضل بكثير من الأجيال السابقة (جيل الثمانينيات والتسعينيات) لأسباب متعددة منها أن الجيل القديم كان محروم من منابع المعرفة، عكس الجيل الجديد الذي توفرت له كل وسائل التفوق والتميز من مراجع خارجية، سواء كتب أو مواقع انترنت٠٠٠٠ فلو توفرت هذه الوسائل للجيل القديم لأنتجنا عباقرة في جميع التخصصات٠
يجد التلاميذ في مادة العلوم الطبيعية بعض الصعوبات لاعتماد الأسئلة على التحليل و التفسير، كيف يمكن التعامل مع المادة و منهجيتها ؟
:التفوق والتميز في مادة علوم الطبيعة والحياة يتطلب نقاط مهمة هي
ـ1ـ أن يمتلك التلميذ معارف شاملة حول البرنامج الدراسي٠
ـ2ـ أن يمتلك منهجية معالجة موضوع مادة علوم الطبيعة والحياة، مع إدراك دلالة الأفعال الأدائية مثل، حلل، فسر، اشرح، وضح، بين، استنتج، استخلص٠٠٠٠٠٠٠
ـ3ـ التدرب على منهجية معالجة موضوع علوم الطبيعة والحياة وذلك من خلال المشاركة في حل أنشطة الكتاب المدرسي أثناء الحصة وحل نماذج بكالوريا سابقة٠
ـ4ـ المراجعة المنظمة مع التركيز والفهم وإنجاز رسومات تخطيطية تحصيلية أو خرائط مفاهيم لكل وحدة تعلمية٠
ما إرشاداتك للمقبلين على الشهادات الرسمية و ما خصوصيات السنة الأخيرة في كل مستوى في طريقة التحضير ؟
التحضير الجيد للبكالوريا هو مفتاح التفوق والنجاح وأنصح التلاميذ المقبلين على شهادة البكالوريا إلى تجنب الشروع في التحضير خلال العطلة الصيفية، لتستغل في الراحة والاستعداد النفسي والعقلي، وأن يخصص وقت منها لتعلم والتحكم في اللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية والفرنسية٠ يبني التلميذ تحضيره انطلاقا من غاية يطمح لتحقيقها كان يتمنى أن يكون طبيب أو مهندس أو٠٠٠٠ فتعطيه دفعا قويا على الاجتهاد لتحقيق تلك الغاية (أمنيته)٠
طريقة التحضير يشرع فيها مع بداية الموسم الدراسي من خلال وضع رزنامة يومية وأسبوعية لمراجعة كل المواد وفق توزيع أسبوعي دقيق مع التقيد به، وأن لا يدع الوقت يفوته والاتكال على المراجعة مع اقتراب موعد البكالوريا فهذا خطأ فادح سينجم عنه ضغط نفسي رهيب نتيجة الخوف من عدم إنهاء مراجعة كل الدروس٠
من خلال تصحيحك لأوراق البكالوريا على مدار عدة سنوات، ما هي أهم الأخطاء التي يقع فيها عادة التلاميذ و ما السبيل لتفاديها؟
:سؤال هام جدا، فسبب الحصول على علامات متدنية في البكالوريا أحيانا يرجع الى أخطاء يمكن للتلميذ اجتنابها ويمكن تلخيص أهمها في
ـــ> عدم قدرة بعض التلاميذ على المقارنة، حيث وجدوا صعوبة في استخراج أوجه التشابه والاختلاف٠
ـــ> صعوبة الربط بين المكتسبات المعرفية والنتائج التجريبية٠
ـــ> ضعف تنظيم الأفكار وتسلسلها ونقص في ضبط بعض المهارات كالتحليل والاستنتاج٠
ـــ> الخلط بين مهارات التحليل والتركيب والاستنتاج وحدوث تراكب بينها في الإجابات٠
ـــ> غياب الأسلوب العلمي السببي في الإجابات عن أسئلة الامتحان٠
ـــ> تكرار واجترار ما ورد في تعليمات السؤال من كلمات وأفكار وجمل وعبارات دون الإجابة عنه (المرور بالقرب من السؤال)٠
ـــ> الخلط في تنظيم الأفكار والمعلومات والخلط بين عناصر الموضوع الأساسية، وهذا الخطأ يرجع إلى المذاكرة السريعة دون الفهم الجيد ودون الانتباه إلى مواضيع التشابه ومواضيع التمايز، إن التشابه وارد في جميع العلوم وبين موضوعات العلوم الطبيعية أحيانا، وعلى التلميذ الانتباه إليها عند الفهم وعند المذاكرة٠
ـــ> عدم الدقة في التعبير العلمي ظنا من التلميذ بأن أية كتابة حول الموضوع كافية٠
ـــ> عدم ضبط الجهاز المفاهيمي لبعض الدروس (ضبابية في الفهم والتصور)٠
ـــ> نقص المعرفة الكافية والمفيدة التي تمكن التلميذ من الإحاطة بصميم الموضوع٠
ما الذي ينقص التعليم في الجزائر و ما أفكارك للتطوير في القطاع ؟
ما ينقص التعليم في الجزائر يمكن تلخيصه في تلك الصعوبات المنهجية والمادية والتنظيمية والإدارية التي تعيق عمليات التطور التربوي عندنا في الجزائر، وعليه لا بد من إيجاد طرق حديثة تساهم في تحقيق الأهداف التعلمية والتربوية، تقدم هذه الآليات الحديثة نموذجا جديدا للتعليم قائما على مصالحة التلميذ مع المدرسة (القسم، المعلم، الكتاب المدرسي٠٠) وعلى تحويل التعلم من واجب مفروض وغالبا غير مرغوب فيه، إلى متعة مطلوبة يتشوق التلاميذ اليها، تحرك فيهم مواهبهم وقدراتهم الكامنة، تجعلهم مبدعين متفاعلين مشاركين في بلورة أفكار الدرس واستيعابها واستنتاج خلاصات وفهم المضامين٠
ما رأيك في الدروس الخصوصية، و هل تنصح التلاميذ بها ؟
الدروس الخصوصية ذلك الموضوع الشائك، فشخصيا أنا من أشد المعارضين لهذه الدروس التي تقدم بالصورة الحالية٠
فهي إحدى العوامل المباشرة في تدمير منظومة التعليم العام وتدني مستوى التلاميذ، والكل مساهم في استفحالها من أعلى مسؤول في الوزارة الى التلميذ مرورا بأولياء التلاميذ٠
أ يعقل أن يلجأ التلميذ ذو المستوى الممتاز إلى تلقي هذه الدروس في أكثر من مادة تعلمية، أ يعقل أن تحول هذه الدروس إلى تجارة مربحة مبتعدة عن أهدافها التربوية والتعليمية، أ يعقل تقديم هذه الدروس ضمن مستودعات لا تتوفر فيها أدنى شروط لحجرة تعليمية وظيفية٠٠٠ فمن العواقب الوخيمة لها، تشويش للمعارف التي اكتسبها التلميذ في القسم، الإرهاق الشديد الذي يبرز مع نهاية الثلاثي الثاني بالإضافة الى التوتر والضغط الرهيب الذي يتعرض له التلميذ٠
أيام زمان لم نكن نعرف هذه الدروس ورغم قلة الوسائل التعليمية والمراجعة مقارنة مع يومنا هذا، رغم ذلك تخرج من المدرسة الجزائرية عباقرة ومفكرين٠
الدروس الخصوصية نجاحها متوقف على تحقيق غايتها التربوية بعيدا عن كل الجوانب المادية، وأن تسند لأساتذة أكفاء وتنجز في بيئة مهيئة لذلك وفق خطة ممنهجة كأن يخصص أستاذ الدروس الخصوصية الثلاثي الأول لمنهجية حل المشكلات المطروحة ضمن مواضيع مادة الدراسة، وفي مادة علوم الطبيعة والحياة يجب شرح معاني ودلالات الأفعال الأدائية مثل حلل، فسر، استنتج، قارن ٠٠٠ وارفاق ذلك بأمثلة من مواضيع بكالوريا سابقة٠ في الثلاثي الثاني والثالث يتم تقديم ملخصات للدروس مع انجاز تطبيقات ومناقشة مواضيع بكالوريا سابقة لتدريبهم على منهجية الإجابة٠٠
أنصح ابنائي التلاميذ بالثقة بأساتذتهم على مستوى مؤسساتهم التعليمية واللجوء إلى هذه الدروس يكون للضرورة القصوى فقط في حالة عدم قدرة التلميذ على استيعاب الدروس المقدمة له في مادة تعلمية معينة٠ أما التلاميذ ذوي المستوى الجيد فأنصحهم بعدم اللجوء إلى هذه الدروس إلا في حالات خاصة يصادفها التلميذ٠
لديك نشاط كبير في الانترنت من خلال صفحتك على الفايسبوك، ما رأيك في مساهمة الانترنت في إفادة الأساتذة و التلاميذ ؟
الانترنت سلاح ذو حدين، الحمد لله فحاليا هناك عدد غير محدود من المواقع التعليمية التي تقدم المعرفة مجانا بفضل أساتذة اكفاء لكل المستويات٠
https://www.facebook.com/ostad.BOURRICH21 ،وشخصيا لدي عدة صفحات على الانترنت منها صفحتي على الفايسبوك
خصصتها لمادة علوم الطبيعية والحياة وهي موجهة بالدرجة الأولى لتلاميذ البكالوريا حيث أرافقهم طوال السنة الدراسية إلى غاية الاطمئنان عليهم يوم إعلان نتائج البكالوريا، وكل ذلك لوجهه الكريم سبحانه نرجو منه أن يتقبلها منا ويكتبها عنده صدقة جارية٠
ومدونة٠ google plus و لدي كذلك صفحة على
هل من توجيهات للأساتذة الجدد خاصة فيما يتعلق بطريقة التعامل مع التلاميذ ؟
ـ مهنة الأستاذ هي مهنة الأنبياء والرسل وعليه أنصح زملائي الأساتذة الجدد بالتكوين الذاتي طوال مشوارهم المهني وأن يكونوا قدوة للتلاميذ في الجد والأمانة٠
ـ على الأستاذ أن يمتلك كفاءة تربوية، وعلمية وكفاءة اتصالية (الالمام بالطرق ووسائل الاتصال الحديثة) وأن تكون لديه رغبة في التعليم٠
ـ على الأستاذ الجديد التعرف على مستوى تلاميذه، خصائصهم العمرية وأفكارهم٠
ـ التحضير الجيد للدروس وأن يكون الأستاذ مبدعا والابتعاد عن الروتين وأن يجعل درسه ممتعا وغير مملا٠
ـ على الأستاذ التواصل والاستماع لانشغالات تلاميذه بدون أي حواجز٠
لأولياء التلاميذ دور مهم في نتائج أبنائهم خاصة تعاملهم أثناء الامتحانات الرسمية، هل من إرشادات للأولياء ؟
أنصح أولياء التلاميذ مرافقة أبنائهم طوال السنة الدراسية من خلال تواصلهم المستمر مع الفريق التربوي للمؤسسة وأن لا ينتظروا إلى غاية نهاية الموسم الدراسي للوقوف على نتائج أبنائهم٠
على الأولياء التخفيف وعدم الضغط على أبنائهم من خلال تجنب الحديث كل مرة على البكالوريا والكف عن مطالبتهم بالحصول على البكالوريا بمعدل كبير، وبدل من ذلك يجب توفير جو هادئ ومريح ومساعد للمراجعة والاستعداد الجيد للبكالوريا٠
هل من نصائح للتلاميذ لتحسين مستواهم في مادة العلوم الطبيعية ؟
أنصح أبنائي التلاميذ أولا باحترام أساتذتهم وأن يكونوا عونا لهم في تسهيل سير الحصة التعلمية داخل القسم، عليهم بتحسين مستواهم في تعلم اللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية فهي لغة العلم الأولى٠
كما أشجعهم على المطالعة لتنمية قدراتهم المعرفية والفكرية٠
فيما يخص مادة علوم الطبيعة والحياة، أنصح أبنائي التلاميذ بالمراجعة المركزة مع الفهم لكل الوحدات لاكتساب معارف توظف فيما بعد في حل إشكالات المادة والتي تتطلب بدورها اكتساب منهجية معالجة هذه الإشكالات وأخيرا التدرب عليها من خلال حل نماذج لبكالوريا سابقة٠
كما أنصحهم بتجنب التنويع في المادة المعرفية من خلال لجوئهم الى كتب خارجية متعددة بالإضافة الى الدروس الخصوصية مما يؤدي إلى التشويش على المعلومات المقدمة لهم في القسم من قبل أساتذتهم وهي مطابقة للمنهاج عكس المصادر الأخرى٠
في الأخير، يهمنا رأيك في الموقع الأول للدراسة في الجزائر فهل من اقتراحات لتحسينه ؟
بدون مجاملة يعتبر الموقع الأول للدراسة في الجزائر من المواقع التعليمية الرائدة في الجزائر على ما يقدمه من خدمات تعليمية موجهة لكل المنتسبين الى المنظومة التربوية من تلاميذ وأساتذة ولمختلف المستويات٠ وأنصح أبنائي التلاميذ وزملائي الأساتذة بتقديم كل الدعم للموقع من أجل دفعه إلى قمة العطاء العلمي٠
مرة أخرى أوجه كل شكري وتقديري للمشرفين على الموقع على استضافتي، وحبي للموقع هو الذي جعلني ألبي الدعوة، فمن طبيعتي العمل في الخفاء ولا أحب البروز٠
أهدي في الأخير للموقع الأول للدراسة في الجزائر هذه الصورة التذكارية رفقة زملائي في القسم النهائي للموسم الدراسي 1982/1983 أمام حجرة الدراسة بثانوية بنور محمد بالقل رفقة أستاذ العلوم الطبيعية رستم وهو مصري الجنسية (الجالس على اليسار أنا)، وبالمناسبة أترحم على روح أعز أصدقائي في المرحلة الثانوية زغيشي أحمد من باتنة "الواقف على اليسار" الذي وافته المنية إثر حادث مرور في نهاية الثمانيات من القرن الماضي٠
تاريخ إجراء الحوار: 20 مارس 2017
أولا أقدم كل الشكر والتقدير إلى مدير الموقع الأول للدراسة في الجزائر على هذه المبادرة الطيبة وبعد
بوالريش أحمد من مواليد 16/04/1964 باولاد عطية ولاية سكيكدة، أستاذ تعليم ثانوي مكون في مادة علوم الطبيعة والحياة، متحصل على شهادة البكالوريا شعبة العلوم الطبيعية دورة جوان 1983 بثانوية بنور محمد بالقل٠ أكملت دراستي العليا بجامعة قسنطينة وتحصلت على شهادة الدراسات العليا في اختصاص فيزيولوجيا وبيولوجيا نبات سنة 1987 بعدها انتقلت الى جامعة فرحات عباس بسطيف لأكمل دراستي تخصص مهندس دولة في حماية النباتات، حيث درست سداسي واحد هناك لأتوقف عن الدراسة بسبب قانون عدم الجمع بين شهادتين، فطلب منا التنازل عن الشهادة الأولى (الدراسات العليا) مقابل الحصول على شهادة مهندس دولة٠
بدأت مشواري المهني خلال الموسم الدراسي 1988/1989 بثانوية أولاد عطية لأنتقل في موسم 1991/1992 الى ثانوية لولوج /دائرة القل، وفي سنة 2007 الى غاية هذه الموسم الدراسي وأنا أدرس بمتقن القل٠ وبالمناسبة هذا آخر موسم لي في التعليم (الخروج إلى التقاعد)٠
كأستاذ لمادة العلوم الطبيعية في المستوى الثانوي، ما رأيك في مستوى التلاميذ في المادة بمرور السنوات والأجيال؟
أخي الكريم مستوى التلاميذ في مادة العلوم الطبيعة والحياة لهذا الجيل أفضل بكثير من الأجيال السابقة (جيل الثمانينيات والتسعينيات) لأسباب متعددة منها أن الجيل القديم كان محروم من منابع المعرفة، عكس الجيل الجديد الذي توفرت له كل وسائل التفوق والتميز من مراجع خارجية، سواء كتب أو مواقع انترنت٠٠٠٠ فلو توفرت هذه الوسائل للجيل القديم لأنتجنا عباقرة في جميع التخصصات٠
يجد التلاميذ في مادة العلوم الطبيعية بعض الصعوبات لاعتماد الأسئلة على التحليل و التفسير، كيف يمكن التعامل مع المادة و منهجيتها ؟
:التفوق والتميز في مادة علوم الطبيعة والحياة يتطلب نقاط مهمة هي
ـ1ـ أن يمتلك التلميذ معارف شاملة حول البرنامج الدراسي٠
ـ2ـ أن يمتلك منهجية معالجة موضوع مادة علوم الطبيعة والحياة، مع إدراك دلالة الأفعال الأدائية مثل، حلل، فسر، اشرح، وضح، بين، استنتج، استخلص٠٠٠٠٠٠٠
ـ3ـ التدرب على منهجية معالجة موضوع علوم الطبيعة والحياة وذلك من خلال المشاركة في حل أنشطة الكتاب المدرسي أثناء الحصة وحل نماذج بكالوريا سابقة٠
ـ4ـ المراجعة المنظمة مع التركيز والفهم وإنجاز رسومات تخطيطية تحصيلية أو خرائط مفاهيم لكل وحدة تعلمية٠
ما إرشاداتك للمقبلين على الشهادات الرسمية و ما خصوصيات السنة الأخيرة في كل مستوى في طريقة التحضير ؟
التحضير الجيد للبكالوريا هو مفتاح التفوق والنجاح وأنصح التلاميذ المقبلين على شهادة البكالوريا إلى تجنب الشروع في التحضير خلال العطلة الصيفية، لتستغل في الراحة والاستعداد النفسي والعقلي، وأن يخصص وقت منها لتعلم والتحكم في اللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية والفرنسية٠ يبني التلميذ تحضيره انطلاقا من غاية يطمح لتحقيقها كان يتمنى أن يكون طبيب أو مهندس أو٠٠٠٠ فتعطيه دفعا قويا على الاجتهاد لتحقيق تلك الغاية (أمنيته)٠
طريقة التحضير يشرع فيها مع بداية الموسم الدراسي من خلال وضع رزنامة يومية وأسبوعية لمراجعة كل المواد وفق توزيع أسبوعي دقيق مع التقيد به، وأن لا يدع الوقت يفوته والاتكال على المراجعة مع اقتراب موعد البكالوريا فهذا خطأ فادح سينجم عنه ضغط نفسي رهيب نتيجة الخوف من عدم إنهاء مراجعة كل الدروس٠
من خلال تصحيحك لأوراق البكالوريا على مدار عدة سنوات، ما هي أهم الأخطاء التي يقع فيها عادة التلاميذ و ما السبيل لتفاديها؟
:سؤال هام جدا، فسبب الحصول على علامات متدنية في البكالوريا أحيانا يرجع الى أخطاء يمكن للتلميذ اجتنابها ويمكن تلخيص أهمها في
ـــ> عدم قدرة بعض التلاميذ على المقارنة، حيث وجدوا صعوبة في استخراج أوجه التشابه والاختلاف٠
ـــ> صعوبة الربط بين المكتسبات المعرفية والنتائج التجريبية٠
ـــ> ضعف تنظيم الأفكار وتسلسلها ونقص في ضبط بعض المهارات كالتحليل والاستنتاج٠
ـــ> الخلط بين مهارات التحليل والتركيب والاستنتاج وحدوث تراكب بينها في الإجابات٠
ـــ> غياب الأسلوب العلمي السببي في الإجابات عن أسئلة الامتحان٠
ـــ> تكرار واجترار ما ورد في تعليمات السؤال من كلمات وأفكار وجمل وعبارات دون الإجابة عنه (المرور بالقرب من السؤال)٠
ـــ> الخلط في تنظيم الأفكار والمعلومات والخلط بين عناصر الموضوع الأساسية، وهذا الخطأ يرجع إلى المذاكرة السريعة دون الفهم الجيد ودون الانتباه إلى مواضيع التشابه ومواضيع التمايز، إن التشابه وارد في جميع العلوم وبين موضوعات العلوم الطبيعية أحيانا، وعلى التلميذ الانتباه إليها عند الفهم وعند المذاكرة٠
ـــ> عدم الدقة في التعبير العلمي ظنا من التلميذ بأن أية كتابة حول الموضوع كافية٠
ـــ> عدم ضبط الجهاز المفاهيمي لبعض الدروس (ضبابية في الفهم والتصور)٠
ـــ> نقص المعرفة الكافية والمفيدة التي تمكن التلميذ من الإحاطة بصميم الموضوع٠
ما الذي ينقص التعليم في الجزائر و ما أفكارك للتطوير في القطاع ؟
ما ينقص التعليم في الجزائر يمكن تلخيصه في تلك الصعوبات المنهجية والمادية والتنظيمية والإدارية التي تعيق عمليات التطور التربوي عندنا في الجزائر، وعليه لا بد من إيجاد طرق حديثة تساهم في تحقيق الأهداف التعلمية والتربوية، تقدم هذه الآليات الحديثة نموذجا جديدا للتعليم قائما على مصالحة التلميذ مع المدرسة (القسم، المعلم، الكتاب المدرسي٠٠) وعلى تحويل التعلم من واجب مفروض وغالبا غير مرغوب فيه، إلى متعة مطلوبة يتشوق التلاميذ اليها، تحرك فيهم مواهبهم وقدراتهم الكامنة، تجعلهم مبدعين متفاعلين مشاركين في بلورة أفكار الدرس واستيعابها واستنتاج خلاصات وفهم المضامين٠
ما رأيك في الدروس الخصوصية، و هل تنصح التلاميذ بها ؟
الدروس الخصوصية ذلك الموضوع الشائك، فشخصيا أنا من أشد المعارضين لهذه الدروس التي تقدم بالصورة الحالية٠
فهي إحدى العوامل المباشرة في تدمير منظومة التعليم العام وتدني مستوى التلاميذ، والكل مساهم في استفحالها من أعلى مسؤول في الوزارة الى التلميذ مرورا بأولياء التلاميذ٠
أ يعقل أن يلجأ التلميذ ذو المستوى الممتاز إلى تلقي هذه الدروس في أكثر من مادة تعلمية، أ يعقل أن تحول هذه الدروس إلى تجارة مربحة مبتعدة عن أهدافها التربوية والتعليمية، أ يعقل تقديم هذه الدروس ضمن مستودعات لا تتوفر فيها أدنى شروط لحجرة تعليمية وظيفية٠٠٠ فمن العواقب الوخيمة لها، تشويش للمعارف التي اكتسبها التلميذ في القسم، الإرهاق الشديد الذي يبرز مع نهاية الثلاثي الثاني بالإضافة الى التوتر والضغط الرهيب الذي يتعرض له التلميذ٠
أيام زمان لم نكن نعرف هذه الدروس ورغم قلة الوسائل التعليمية والمراجعة مقارنة مع يومنا هذا، رغم ذلك تخرج من المدرسة الجزائرية عباقرة ومفكرين٠
الدروس الخصوصية نجاحها متوقف على تحقيق غايتها التربوية بعيدا عن كل الجوانب المادية، وأن تسند لأساتذة أكفاء وتنجز في بيئة مهيئة لذلك وفق خطة ممنهجة كأن يخصص أستاذ الدروس الخصوصية الثلاثي الأول لمنهجية حل المشكلات المطروحة ضمن مواضيع مادة الدراسة، وفي مادة علوم الطبيعة والحياة يجب شرح معاني ودلالات الأفعال الأدائية مثل حلل، فسر، استنتج، قارن ٠٠٠ وارفاق ذلك بأمثلة من مواضيع بكالوريا سابقة٠ في الثلاثي الثاني والثالث يتم تقديم ملخصات للدروس مع انجاز تطبيقات ومناقشة مواضيع بكالوريا سابقة لتدريبهم على منهجية الإجابة٠٠
أنصح ابنائي التلاميذ بالثقة بأساتذتهم على مستوى مؤسساتهم التعليمية واللجوء إلى هذه الدروس يكون للضرورة القصوى فقط في حالة عدم قدرة التلميذ على استيعاب الدروس المقدمة له في مادة تعلمية معينة٠ أما التلاميذ ذوي المستوى الجيد فأنصحهم بعدم اللجوء إلى هذه الدروس إلا في حالات خاصة يصادفها التلميذ٠
لديك نشاط كبير في الانترنت من خلال صفحتك على الفايسبوك، ما رأيك في مساهمة الانترنت في إفادة الأساتذة و التلاميذ ؟
الانترنت سلاح ذو حدين، الحمد لله فحاليا هناك عدد غير محدود من المواقع التعليمية التي تقدم المعرفة مجانا بفضل أساتذة اكفاء لكل المستويات٠
https://www.facebook.com/ostad.BOURRICH21 ،وشخصيا لدي عدة صفحات على الانترنت منها صفحتي على الفايسبوك
خصصتها لمادة علوم الطبيعية والحياة وهي موجهة بالدرجة الأولى لتلاميذ البكالوريا حيث أرافقهم طوال السنة الدراسية إلى غاية الاطمئنان عليهم يوم إعلان نتائج البكالوريا، وكل ذلك لوجهه الكريم سبحانه نرجو منه أن يتقبلها منا ويكتبها عنده صدقة جارية٠
ومدونة٠ google plus و لدي كذلك صفحة على
هل من توجيهات للأساتذة الجدد خاصة فيما يتعلق بطريقة التعامل مع التلاميذ ؟
ـ مهنة الأستاذ هي مهنة الأنبياء والرسل وعليه أنصح زملائي الأساتذة الجدد بالتكوين الذاتي طوال مشوارهم المهني وأن يكونوا قدوة للتلاميذ في الجد والأمانة٠
ـ على الأستاذ أن يمتلك كفاءة تربوية، وعلمية وكفاءة اتصالية (الالمام بالطرق ووسائل الاتصال الحديثة) وأن تكون لديه رغبة في التعليم٠
ـ على الأستاذ الجديد التعرف على مستوى تلاميذه، خصائصهم العمرية وأفكارهم٠
ـ التحضير الجيد للدروس وأن يكون الأستاذ مبدعا والابتعاد عن الروتين وأن يجعل درسه ممتعا وغير مملا٠
ـ على الأستاذ التواصل والاستماع لانشغالات تلاميذه بدون أي حواجز٠
لأولياء التلاميذ دور مهم في نتائج أبنائهم خاصة تعاملهم أثناء الامتحانات الرسمية، هل من إرشادات للأولياء ؟
أنصح أولياء التلاميذ مرافقة أبنائهم طوال السنة الدراسية من خلال تواصلهم المستمر مع الفريق التربوي للمؤسسة وأن لا ينتظروا إلى غاية نهاية الموسم الدراسي للوقوف على نتائج أبنائهم٠
على الأولياء التخفيف وعدم الضغط على أبنائهم من خلال تجنب الحديث كل مرة على البكالوريا والكف عن مطالبتهم بالحصول على البكالوريا بمعدل كبير، وبدل من ذلك يجب توفير جو هادئ ومريح ومساعد للمراجعة والاستعداد الجيد للبكالوريا٠
هل من نصائح للتلاميذ لتحسين مستواهم في مادة العلوم الطبيعية ؟
أنصح أبنائي التلاميذ أولا باحترام أساتذتهم وأن يكونوا عونا لهم في تسهيل سير الحصة التعلمية داخل القسم، عليهم بتحسين مستواهم في تعلم اللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية فهي لغة العلم الأولى٠
كما أشجعهم على المطالعة لتنمية قدراتهم المعرفية والفكرية٠
فيما يخص مادة علوم الطبيعة والحياة، أنصح أبنائي التلاميذ بالمراجعة المركزة مع الفهم لكل الوحدات لاكتساب معارف توظف فيما بعد في حل إشكالات المادة والتي تتطلب بدورها اكتساب منهجية معالجة هذه الإشكالات وأخيرا التدرب عليها من خلال حل نماذج لبكالوريا سابقة٠
كما أنصحهم بتجنب التنويع في المادة المعرفية من خلال لجوئهم الى كتب خارجية متعددة بالإضافة الى الدروس الخصوصية مما يؤدي إلى التشويش على المعلومات المقدمة لهم في القسم من قبل أساتذتهم وهي مطابقة للمنهاج عكس المصادر الأخرى٠
في الأخير، يهمنا رأيك في الموقع الأول للدراسة في الجزائر فهل من اقتراحات لتحسينه ؟
بدون مجاملة يعتبر الموقع الأول للدراسة في الجزائر من المواقع التعليمية الرائدة في الجزائر على ما يقدمه من خدمات تعليمية موجهة لكل المنتسبين الى المنظومة التربوية من تلاميذ وأساتذة ولمختلف المستويات٠ وأنصح أبنائي التلاميذ وزملائي الأساتذة بتقديم كل الدعم للموقع من أجل دفعه إلى قمة العطاء العلمي٠
مرة أخرى أوجه كل شكري وتقديري للمشرفين على الموقع على استضافتي، وحبي للموقع هو الذي جعلني ألبي الدعوة، فمن طبيعتي العمل في الخفاء ولا أحب البروز٠
أهدي في الأخير للموقع الأول للدراسة في الجزائر هذه الصورة التذكارية رفقة زملائي في القسم النهائي للموسم الدراسي 1982/1983 أمام حجرة الدراسة بثانوية بنور محمد بالقل رفقة أستاذ العلوم الطبيعية رستم وهو مصري الجنسية (الجالس على اليسار أنا)، وبالمناسبة أترحم على روح أعز أصدقائي في المرحلة الثانوية زغيشي أحمد من باتنة "الواقف على اليسار" الذي وافته المنية إثر حادث مرور في نهاية الثمانيات من القرن الماضي٠
تاريخ إجراء الحوار: 20 مارس 2017