حوار مع فاطمة الزهراء بن حليمة المتحصلة على معدل 18.23 في بكالوريا 2014
كما في نهاية كل موسم ، ها هي نتائج شهادة البكالوريا تطل بعد طول انتظار نفذ فيه صبر الطلاب لمعرفة ما إذا كافأتهم النتائج أم خيبت آمالهم... تطل لتكون مرآة عاكسة لما قدمه الطالب خلال مشوار دراسي طويل... تطل لتفي الكادين المجتهدين حقهم، كل على قدر اجتهاده. و ها هو الموقع الأول للدراسة في الجزائر كما عودكم كل عام يضع بين أيديكم مجموعة من الحوارات مع النخبة الذين تمكنوا من احتلال المراتب الاولى في سباق البكالوريا، عسى أن تكون خلاصة تجربتهم دروسا يستفيد منها من سيجتاز هذا الامتحان في المواسم القادمة، و عبرا تخط لهم طريقا واضحا نحو الامتياز ٠
هذه المرة كان الحوار مع فاطمة الزهراء بن حليمة من ثانوية كريم بلقاسم المتحصلة على معدل 18.23 أعلى معدل على مستوى ولاية البويرة ٠
هذه المرة كان الحوار مع فاطمة الزهراء بن حليمة من ثانوية كريم بلقاسم المتحصلة على معدل 18.23 أعلى معدل على مستوى ولاية البويرة ٠
تاريخ إجراء الحوار: 17 جويلية 2014
******* بدءا، يسرنا استضافتك و هنيئا لك باسم الموقع الأول للدراسة في الجزائر و زواره على ما حققته من نتائج يحق لك الافتخار بها ٠ بسم الله الرحمن الرحيم في البداية أود أن أشكركم على هذه الدعوة الطيبة وإنه لمن دواعي سروري أن أجيب على أسئلتكم هذه عليّ أن أفيد التلاميذ المقبلين على شهادة البكالوريا ولو بقليل من تجربتي خلال هذه السنة ٠ من المعروف أن فرحة البكالوريا تفوق كل وصف، فكيف بفرحة التفوق فيها؟؟ إن تلك الفرحة تفوق كل الوصف إذ أن الفرحة لم تفارق منزلنا منذ تحصلت أختي على شهادة التعليم المتوسط والتي اكتملت بحصولي على شهادة البكالوريا . لا استطيع وصف تلك اللحظة التي وقعت فيها عيناي على النتيجة ولكن والحمد لله بعد أن هدأت شعرت بالرضا وشكرت الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة وذلك كونها كانت ثمرة جهودي المتواصلة طيلة السنة الدراسية ٠ |
حدثينا في كلمات عن مشوارك الدراسي الطويل و أهم ما ميزه من أحداث٠
كان مشواري الدراسي كله مكلل والحمد لله بالنجاحات المتواصلة في ظل المنافسة مع الأصدقاء ،إذ أنني أمضيت ست سنوات في ابتدائية جنيدي سالم والتي انتهت في الأخير بنجاحي في شهادة التعليم الابتدائي بمعدل 9.4/10 بعدها انتقلت إلى متوسطة محمد خيضر أين درست أربع سنوات كانت كلها جد وعمل والحمد لله تحصلت على معدل 17.93 في شهادة التعليم المتوسط غير أنني لم أكن راضية بذلك المعدل ولكنه تقدير من رب العالمين فأشكره على ذلك ، بعد عشر سنوات انقضت من مشواري الدراسي جاء دور ثانوية كريم بلقاسم التي استقبلتني لأقضي فيها ثلاث سنوات كللت بنجاحي في شهادة البكالوريا بمعدل 18.23 والذي أهلني لكي احتل المرتبة الأولى على مستوى ولايتي البويرة ،وهذا النجاح ماهو إلا توفيق من الله سبحانه وتعالى ودعوات الوالدين المتواصلة وكذا تضافر وتكاثف مجهودات الأساتذة الأعزاء والإدارة الصارمة لمدير ثانويتنا . كان مشواري الدراسي مفعما بالهدوء ،الطمأنينة ،التفاؤل،والصبر خال من القلق واليأس والتوتر ، وفي الأخير الشيء الأهم والذي سيشجعني الآن لكي أمضي قدما في حياتي الدراسية المقبلة هو خاتمة هذه السنوات التي كانت في خدمة امتحان واحد حصلت عليه بنتيجة مرضية كانت متناسبة مع جهودي المبذولة ٠
يشترك المتفوقون في النتائج الممتازة على اختلافهم في طريقة التحضير، كيف كان نظامك الخاص؟
بداية لم أقم بالدراسة في العطلة الصيفية بل بدأت كأي تلميذ في شهر سبتمبر ، كان تحضيري منذ بداية الفصل الأول ،حيث بدأت بقوة كما قال لي والدي وتواصلت إرادتي وعزيمتي حتى آخر لحظة ولعل ابرز مثال أنني تركت عنصر في مادة العلوم الشرعية لم أحفظه حتى ساعات قبل الامتحان . في البداية لم أعرّ الانتباه للمواد الأدبية وركزت على المواد العلمية حيث اعتمدت في ذلك على الكتب المدرسية والسلاسل وخاصة مواضيع الدورات السابقة ،كنت اعمل والميقاتية بجانبي وأعطيت كل مادة حقها اللازم والكافي . بداية من شهر جانفي بدأت أركز قليلا على مواد الحفظ ،ولكن تركيزي كان أكثر في شهر افريل ،أما بالنسبة لمادتي الفرنسية والانجليزية فلم أعطهما حصتهما من وقتي إلا في الأيام العشرة الأخيرة ٠
كنت أضع برنامجا يوميا وفي نهاية كل أسبوع أرى تطوري و أضع ملخصات للدروس أعيد ترتيبها في نهاية كل شهر ثم في نهاية كل فصل ،عند تقدمي نحو المراجعة النهائية أفادتني هذه الملخصات كثيرا ٠
رغم التنازلات التي قمت بها وقدمتها في حق دراستي إلا أنني لم أتخل يوما عن راحتي إذ كان النوم ،التلفاز والانترنيت أحد العوائق التي واجهتني هذه السنة إلا أنني استطعت ومع الوقت التخلي عن التلفاز والانترنيت إلا النوم الذي بقي عائقا في وجهي يعيق تطوري لكنني تعاملت مع ذلك واستطعت وضع حل سواء في مصلحة دراستي وراحتي فكما يقول
Léonard De Vinci : « Tout obstacle renforce la détermination.Celui qui s’est fixé un but n’en change pas. »
وأنا كان هدفي النجاح والتفوق فتجاوزت العوائق للوصول إليه ٠
كيف كان تعاملك مع المواد العلمية؟
رافقتني المواد العلمية منذ البداية فلقد كنت أراجعها باستمرار وذلك باستعانتي بالكتاب المدرسي وبعض السلاسل المقدمة من طرف الأساتذة : في أول مقام كنت أراجع الدرس وأحاول فهمه جيدا ثم أباشر في حل التمارين ،ففهم الدرس يعتبر أول انطلاقة للشروع في حل التطبيقات. كنت دائما أعتمد على الميقاتية عند حلي للتمارين وذلك لأتمكن من التحكم في قدراتي ووقتي ،وخلال ممارستي للتمارين كانت أول نقطة كنت أركز عليها هي اعتماد منهجية صحيحة وتنظيم الإجابات ،فالفكرة والإجابة وحدهما لا تكفيان لتحقيق النجاح بل يجب علينا الإلمام بكل الأسس ٠
الفلسفة، بين فهم الدروس و حفظ المقالات، كيف كان تعاملك مع هذه المادة؟
صراحة ،هذه المادة كانت المفضلة عندي فمن المعروف أن الفلسفة مادة تفتح المجال للتفكير الحر وإزالة القيود وتحرير الإنسان ،وكذا كان الحال معي إلا أن أستاذنا الذي كان في معظم الوقت إما غائبا ،متعبا لا يستطيع تقديم الدرس أو في مزاج للضحك والمزاح ،جعلني أكره قليلا هذه المادة ،إلا أن هذا لم يثبط عزيمتي فلقد حاولت التعامل مع هذه المادة فكرست لها البعض من وقتي حيث أنني كنت أستعين ببعض المقالات وبعض المطويات وأضع مقالة بنفسي افهمها جيدا ولم أعتمد على الحفظ قط . لم يسعفني الحظ في الحصول على علامة جيدة في هذه المادة والتي كانت 13.5 إلا وأنها في نظري علامة جيدة جدا نظرا لكونها كانت بجهودي الخاصة في غياب مساعدة الأستاذ والحمد لله أنا راضية بهذه العلامة ٠
ما المشاكل التي اعترضت طريقك نحو التفوق؟ و كيف تجاوزتها؟
الحمد لله خلال مسيرتي هذه لم تعترضني أية عوائق وهذا ربما لطبيعتي التي تحب التحدي ،فلم أستسلم يوما ولم أعتبر أي شيء عائقا في طريقي لتحقيق النجاح فلقد كنت دوما مفعمة بالإرادة والعزيمة من اجل تحقيق هدفي ،فتوكلت على الله وكان توفيقي من رب العالمين ٠
ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي اعتمدت عليها ؟
لم اعتمد كثيرا عليها رغم أنها كانت مكدسة عندي لأن الكتاب المدرسي والسلاسل التي كان يقدمها لنا الأساتذة وحدهما كافيان ،فلم أجد الوقت للكتب الخارجية والمواقع الإلكترونية إلا وأنني في بعض الأحيان كنت اعتمد على الكتب والمواقع التالية
المغني والهباج في الرياضيات ، الهباج في الفيزياء ، أحمد أمين خليفة في العلوم
http://www.eddirasa.com/ و http://www.ency-education.com/ موقع
الدروس الخصوصية، ما مدى استفادتك منها، و ما رأيك في سبب انتشارها المتزايد عاما بعد عام؟
كان للدروس الخصوصية فضلا في نجاحي هذا . عام بعد عام يزيد انتشار دروس الدعم وهذا راجع لسببين متمايزين:الأول هو أن الأستاذ في الثانوية وفي ساعة أو ساعتين لا يستطيع أن يقدم لنا كل شيء. صحيح انه يقدم لنا نسبة تفوق 70 % من الدرس لكنه في غضون ساعة لا يستطيع أن يقدم لنا 100 % من الدرس لذلك وجب علينا أن نكمل الباقي من النسبة في البيت بعملنا الشخصي أو في الدروس الخصوصية تحت إشراف أستاذ مختص يعلمنا منهجية الإجابة وكيفية تنظيمها . أما السبب الثاني فهو إهمال بعض الأساتذة في القسم إذ أنهم رغم توفر الوقت لا يقدمون اللازم ، لا اعلم سبب إهمالهم هذا هل هو تكاسل أم احتكار للمعلومات هذا لا يعنيني و لكن بعض الأساتذة لا يحق لهم اتخاذ هذا الاسم فما عساي أقول إلا أهدهم الصراط المستقيم ٠
ما مدى تأثير دعم الأولياء و محيط الطالب على نتائجه و كيف كان الحال بالنسبة لك؟
إن دعم الأولياء ودعواتهم التي رافقتنا طيلة مشوارنا الدراسي كان لها الفضل في نجاحنا هذا ، وكذلك الأساتذة والأصدقاء والإدارة كلهم كانوا يحفزوننا ويدعموننا مما يدفعنا للمضي قدما ابتغاء تحقيق النجاح من أجل تحقيق أمالنا وآمال أولياءنا الذين ومنذ بداية هذا العام الدراسي هم يتطلعون لنتيجة مشرفة ومفرحة .وأنا الحمد لله الوالدة والوالد الكريمان وفّرا لي ولأختي الجوّ الملائم للدراسة فلقد عملا جاهدين من أجل تلبية مستحقاتنا ودعمنا .كذلك كان لجوّ المنافسة الذي كان بيني وبين صديقاتي دور في تفوقي ٠
كيف كنت تستثمرين العطل؟ و ما رأيك في بداية التحضير منذ العطلة الصيفية؟
بالنسبة للعطل لم تفدني كثيرا لأننا خلال الأسبوع الأول كنا نقوم بتعويض الدروس التي فاتتنا بسبب الإضرابات المتواصلة هذا العام ،إلا أنني حاولت قدر الإمكان أن استثمر وقتي واستفيد من ذلك الأسبوع المتبقي فكان وقتي مقسما بين حفظ الدروس والمصطلحات ،وبين مراجعة المواد العلمية من خلال ممارسة عدّة تمارين وذلك دوما بالاعتماد على الميقاتية فانا دوما ارغب في أن أرى مدى تطوري ومدى تحكمي في الوقت. أنا ضد بداية التحضير منذ العطلة الصيفية وهذا رأي شخصي ولكل واحد منا رأيه. فالعطلة وقت للراحة والاسترخاء ،وإعادة تجميع الأفكار وأنا شخصيا استغليت العطلة في الراحة والإعداد النفسي ،فقد هيأت نفسي لهذا الامتحان وما كان ذلك إلا مجرد إعداد نفسي ليس أكثر فانا لم استعد للامتحان من خلال بداية التحضير له في العطلة بل وكأي تلميذ بدأ تحضيري في شهر سبتمبر ٠
اخترت تخصص الطب، ما الذي يجعله يبدو الأفضل في نظرك؟
الطب مهنة إنسانية ، مشرفة و نبيلة كنت احلم بها و أنا بنت أربع سنوات ، مع الوقت تغيرت أفكاري إلا أنني بقيت محافظة على حلمي و هو أن أصبح طبيبة جديرة بهذا الاسم
إن أكملت دراستي بالخارج و الله أعلم Neurochirurgie إن أكملت دراستي هنا بالجزائر أو في تخصص جراحة المخ و الأعصاب Cardiologie مختصة إما في القلب
بذلك فليوفقني و عليه توكلت ٠
بعيدا عن البكالوريا، ما تقييمك لمنظومة التعليم عموما، و للبرنامج الدراسي و مدى تكامله و فعاليته بشكل خاص؟
في هذا اختلف الكثيرون كلّ له رأيه ، و في نظري أن ترجمة و نسخ البرامج الفرنسية هو أساس الخلل في برامجنا الدراسية الطويلة ، فتلك البرامج ليست موضوعة لتلاميذ جزائريين فهي لا تناسبنا و لكن رغم ذلك فيتم نسخ برامج الغرب و يأتون بها لتطبيقها علينا دون القيام بأية تعديلات و لعلّ ابرز دليل على ذلك هو كتبنا المدرسية التي تحوي على العديد من الأخطاء ٠
نحن هنا في الجزائر و الحمد لله لدينا الإمكانيات فلماذا لا نقوم بإعداد برامج خاصة بنا لماذا نعتمد دوما على الغرب ٠
أنا شخصيا أرى أن هذه البرامج المنسوخة ليست متسلسلة ومتناسقة بين الأطوار الدراسية فلقد درست ست سنوات من البرنامج القديم وسبع سنوات من البرنامج الجديد .وان هذا ما يزيد من انخفاض المستوى الدراسي في الجزائر ويدفع بالكثير من الكفاءات والأدمغة إلى الرغبة في الهجرة نحو الخارج ،إن النتيجة الأخيرة هي التي تعكس المستوى الدراسي للدولة وبما أن نسبة النجاح هذه السنة لم تتعد 50 % فأنا أظن أن هذه البرامج فاشلة ،فلو كانت ناجحة لحققنا نسبة نجاح تفوق 50% ولكن في الأخير لا يمكننا الإنكار أن هذه البرامج تحتوي على عناصر هامة والتي ستكون إن شاء الله أساس نجاحنا في المستقبل ٠
هل لك أن تقدم للمقبلين على البكالوريا الموسم المقبل مجموعة من النصائح أملا أن تكون عونا لهم في اجتياز المتحان بثقة ٠
على التلاميذ المقبلين على شهادة البكالوريا التحلي بالعزيمة والإرادة ،بروح التحدي والتواضع و بالايمان والثقة بالله عز وجل ، كما عليهم بالعمل الجدي والمتواصل وبالتوفيق إن شاء الله على أمل أن نحقق نتيجة أحسن العام المقبل ٠
كان مشواري الدراسي كله مكلل والحمد لله بالنجاحات المتواصلة في ظل المنافسة مع الأصدقاء ،إذ أنني أمضيت ست سنوات في ابتدائية جنيدي سالم والتي انتهت في الأخير بنجاحي في شهادة التعليم الابتدائي بمعدل 9.4/10 بعدها انتقلت إلى متوسطة محمد خيضر أين درست أربع سنوات كانت كلها جد وعمل والحمد لله تحصلت على معدل 17.93 في شهادة التعليم المتوسط غير أنني لم أكن راضية بذلك المعدل ولكنه تقدير من رب العالمين فأشكره على ذلك ، بعد عشر سنوات انقضت من مشواري الدراسي جاء دور ثانوية كريم بلقاسم التي استقبلتني لأقضي فيها ثلاث سنوات كللت بنجاحي في شهادة البكالوريا بمعدل 18.23 والذي أهلني لكي احتل المرتبة الأولى على مستوى ولايتي البويرة ،وهذا النجاح ماهو إلا توفيق من الله سبحانه وتعالى ودعوات الوالدين المتواصلة وكذا تضافر وتكاثف مجهودات الأساتذة الأعزاء والإدارة الصارمة لمدير ثانويتنا . كان مشواري الدراسي مفعما بالهدوء ،الطمأنينة ،التفاؤل،والصبر خال من القلق واليأس والتوتر ، وفي الأخير الشيء الأهم والذي سيشجعني الآن لكي أمضي قدما في حياتي الدراسية المقبلة هو خاتمة هذه السنوات التي كانت في خدمة امتحان واحد حصلت عليه بنتيجة مرضية كانت متناسبة مع جهودي المبذولة ٠
يشترك المتفوقون في النتائج الممتازة على اختلافهم في طريقة التحضير، كيف كان نظامك الخاص؟
بداية لم أقم بالدراسة في العطلة الصيفية بل بدأت كأي تلميذ في شهر سبتمبر ، كان تحضيري منذ بداية الفصل الأول ،حيث بدأت بقوة كما قال لي والدي وتواصلت إرادتي وعزيمتي حتى آخر لحظة ولعل ابرز مثال أنني تركت عنصر في مادة العلوم الشرعية لم أحفظه حتى ساعات قبل الامتحان . في البداية لم أعرّ الانتباه للمواد الأدبية وركزت على المواد العلمية حيث اعتمدت في ذلك على الكتب المدرسية والسلاسل وخاصة مواضيع الدورات السابقة ،كنت اعمل والميقاتية بجانبي وأعطيت كل مادة حقها اللازم والكافي . بداية من شهر جانفي بدأت أركز قليلا على مواد الحفظ ،ولكن تركيزي كان أكثر في شهر افريل ،أما بالنسبة لمادتي الفرنسية والانجليزية فلم أعطهما حصتهما من وقتي إلا في الأيام العشرة الأخيرة ٠
كنت أضع برنامجا يوميا وفي نهاية كل أسبوع أرى تطوري و أضع ملخصات للدروس أعيد ترتيبها في نهاية كل شهر ثم في نهاية كل فصل ،عند تقدمي نحو المراجعة النهائية أفادتني هذه الملخصات كثيرا ٠
رغم التنازلات التي قمت بها وقدمتها في حق دراستي إلا أنني لم أتخل يوما عن راحتي إذ كان النوم ،التلفاز والانترنيت أحد العوائق التي واجهتني هذه السنة إلا أنني استطعت ومع الوقت التخلي عن التلفاز والانترنيت إلا النوم الذي بقي عائقا في وجهي يعيق تطوري لكنني تعاملت مع ذلك واستطعت وضع حل سواء في مصلحة دراستي وراحتي فكما يقول
Léonard De Vinci : « Tout obstacle renforce la détermination.Celui qui s’est fixé un but n’en change pas. »
وأنا كان هدفي النجاح والتفوق فتجاوزت العوائق للوصول إليه ٠
كيف كان تعاملك مع المواد العلمية؟
رافقتني المواد العلمية منذ البداية فلقد كنت أراجعها باستمرار وذلك باستعانتي بالكتاب المدرسي وبعض السلاسل المقدمة من طرف الأساتذة : في أول مقام كنت أراجع الدرس وأحاول فهمه جيدا ثم أباشر في حل التمارين ،ففهم الدرس يعتبر أول انطلاقة للشروع في حل التطبيقات. كنت دائما أعتمد على الميقاتية عند حلي للتمارين وذلك لأتمكن من التحكم في قدراتي ووقتي ،وخلال ممارستي للتمارين كانت أول نقطة كنت أركز عليها هي اعتماد منهجية صحيحة وتنظيم الإجابات ،فالفكرة والإجابة وحدهما لا تكفيان لتحقيق النجاح بل يجب علينا الإلمام بكل الأسس ٠
الفلسفة، بين فهم الدروس و حفظ المقالات، كيف كان تعاملك مع هذه المادة؟
صراحة ،هذه المادة كانت المفضلة عندي فمن المعروف أن الفلسفة مادة تفتح المجال للتفكير الحر وإزالة القيود وتحرير الإنسان ،وكذا كان الحال معي إلا أن أستاذنا الذي كان في معظم الوقت إما غائبا ،متعبا لا يستطيع تقديم الدرس أو في مزاج للضحك والمزاح ،جعلني أكره قليلا هذه المادة ،إلا أن هذا لم يثبط عزيمتي فلقد حاولت التعامل مع هذه المادة فكرست لها البعض من وقتي حيث أنني كنت أستعين ببعض المقالات وبعض المطويات وأضع مقالة بنفسي افهمها جيدا ولم أعتمد على الحفظ قط . لم يسعفني الحظ في الحصول على علامة جيدة في هذه المادة والتي كانت 13.5 إلا وأنها في نظري علامة جيدة جدا نظرا لكونها كانت بجهودي الخاصة في غياب مساعدة الأستاذ والحمد لله أنا راضية بهذه العلامة ٠
ما المشاكل التي اعترضت طريقك نحو التفوق؟ و كيف تجاوزتها؟
الحمد لله خلال مسيرتي هذه لم تعترضني أية عوائق وهذا ربما لطبيعتي التي تحب التحدي ،فلم أستسلم يوما ولم أعتبر أي شيء عائقا في طريقي لتحقيق النجاح فلقد كنت دوما مفعمة بالإرادة والعزيمة من اجل تحقيق هدفي ،فتوكلت على الله وكان توفيقي من رب العالمين ٠
ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي اعتمدت عليها ؟
لم اعتمد كثيرا عليها رغم أنها كانت مكدسة عندي لأن الكتاب المدرسي والسلاسل التي كان يقدمها لنا الأساتذة وحدهما كافيان ،فلم أجد الوقت للكتب الخارجية والمواقع الإلكترونية إلا وأنني في بعض الأحيان كنت اعتمد على الكتب والمواقع التالية
المغني والهباج في الرياضيات ، الهباج في الفيزياء ، أحمد أمين خليفة في العلوم
http://www.eddirasa.com/ و http://www.ency-education.com/ موقع
الدروس الخصوصية، ما مدى استفادتك منها، و ما رأيك في سبب انتشارها المتزايد عاما بعد عام؟
كان للدروس الخصوصية فضلا في نجاحي هذا . عام بعد عام يزيد انتشار دروس الدعم وهذا راجع لسببين متمايزين:الأول هو أن الأستاذ في الثانوية وفي ساعة أو ساعتين لا يستطيع أن يقدم لنا كل شيء. صحيح انه يقدم لنا نسبة تفوق 70 % من الدرس لكنه في غضون ساعة لا يستطيع أن يقدم لنا 100 % من الدرس لذلك وجب علينا أن نكمل الباقي من النسبة في البيت بعملنا الشخصي أو في الدروس الخصوصية تحت إشراف أستاذ مختص يعلمنا منهجية الإجابة وكيفية تنظيمها . أما السبب الثاني فهو إهمال بعض الأساتذة في القسم إذ أنهم رغم توفر الوقت لا يقدمون اللازم ، لا اعلم سبب إهمالهم هذا هل هو تكاسل أم احتكار للمعلومات هذا لا يعنيني و لكن بعض الأساتذة لا يحق لهم اتخاذ هذا الاسم فما عساي أقول إلا أهدهم الصراط المستقيم ٠
ما مدى تأثير دعم الأولياء و محيط الطالب على نتائجه و كيف كان الحال بالنسبة لك؟
إن دعم الأولياء ودعواتهم التي رافقتنا طيلة مشوارنا الدراسي كان لها الفضل في نجاحنا هذا ، وكذلك الأساتذة والأصدقاء والإدارة كلهم كانوا يحفزوننا ويدعموننا مما يدفعنا للمضي قدما ابتغاء تحقيق النجاح من أجل تحقيق أمالنا وآمال أولياءنا الذين ومنذ بداية هذا العام الدراسي هم يتطلعون لنتيجة مشرفة ومفرحة .وأنا الحمد لله الوالدة والوالد الكريمان وفّرا لي ولأختي الجوّ الملائم للدراسة فلقد عملا جاهدين من أجل تلبية مستحقاتنا ودعمنا .كذلك كان لجوّ المنافسة الذي كان بيني وبين صديقاتي دور في تفوقي ٠
كيف كنت تستثمرين العطل؟ و ما رأيك في بداية التحضير منذ العطلة الصيفية؟
بالنسبة للعطل لم تفدني كثيرا لأننا خلال الأسبوع الأول كنا نقوم بتعويض الدروس التي فاتتنا بسبب الإضرابات المتواصلة هذا العام ،إلا أنني حاولت قدر الإمكان أن استثمر وقتي واستفيد من ذلك الأسبوع المتبقي فكان وقتي مقسما بين حفظ الدروس والمصطلحات ،وبين مراجعة المواد العلمية من خلال ممارسة عدّة تمارين وذلك دوما بالاعتماد على الميقاتية فانا دوما ارغب في أن أرى مدى تطوري ومدى تحكمي في الوقت. أنا ضد بداية التحضير منذ العطلة الصيفية وهذا رأي شخصي ولكل واحد منا رأيه. فالعطلة وقت للراحة والاسترخاء ،وإعادة تجميع الأفكار وأنا شخصيا استغليت العطلة في الراحة والإعداد النفسي ،فقد هيأت نفسي لهذا الامتحان وما كان ذلك إلا مجرد إعداد نفسي ليس أكثر فانا لم استعد للامتحان من خلال بداية التحضير له في العطلة بل وكأي تلميذ بدأ تحضيري في شهر سبتمبر ٠
اخترت تخصص الطب، ما الذي يجعله يبدو الأفضل في نظرك؟
الطب مهنة إنسانية ، مشرفة و نبيلة كنت احلم بها و أنا بنت أربع سنوات ، مع الوقت تغيرت أفكاري إلا أنني بقيت محافظة على حلمي و هو أن أصبح طبيبة جديرة بهذا الاسم
إن أكملت دراستي بالخارج و الله أعلم Neurochirurgie إن أكملت دراستي هنا بالجزائر أو في تخصص جراحة المخ و الأعصاب Cardiologie مختصة إما في القلب
بذلك فليوفقني و عليه توكلت ٠
بعيدا عن البكالوريا، ما تقييمك لمنظومة التعليم عموما، و للبرنامج الدراسي و مدى تكامله و فعاليته بشكل خاص؟
في هذا اختلف الكثيرون كلّ له رأيه ، و في نظري أن ترجمة و نسخ البرامج الفرنسية هو أساس الخلل في برامجنا الدراسية الطويلة ، فتلك البرامج ليست موضوعة لتلاميذ جزائريين فهي لا تناسبنا و لكن رغم ذلك فيتم نسخ برامج الغرب و يأتون بها لتطبيقها علينا دون القيام بأية تعديلات و لعلّ ابرز دليل على ذلك هو كتبنا المدرسية التي تحوي على العديد من الأخطاء ٠
نحن هنا في الجزائر و الحمد لله لدينا الإمكانيات فلماذا لا نقوم بإعداد برامج خاصة بنا لماذا نعتمد دوما على الغرب ٠
أنا شخصيا أرى أن هذه البرامج المنسوخة ليست متسلسلة ومتناسقة بين الأطوار الدراسية فلقد درست ست سنوات من البرنامج القديم وسبع سنوات من البرنامج الجديد .وان هذا ما يزيد من انخفاض المستوى الدراسي في الجزائر ويدفع بالكثير من الكفاءات والأدمغة إلى الرغبة في الهجرة نحو الخارج ،إن النتيجة الأخيرة هي التي تعكس المستوى الدراسي للدولة وبما أن نسبة النجاح هذه السنة لم تتعد 50 % فأنا أظن أن هذه البرامج فاشلة ،فلو كانت ناجحة لحققنا نسبة نجاح تفوق 50% ولكن في الأخير لا يمكننا الإنكار أن هذه البرامج تحتوي على عناصر هامة والتي ستكون إن شاء الله أساس نجاحنا في المستقبل ٠
هل لك أن تقدم للمقبلين على البكالوريا الموسم المقبل مجموعة من النصائح أملا أن تكون عونا لهم في اجتياز المتحان بثقة ٠
على التلاميذ المقبلين على شهادة البكالوريا التحلي بالعزيمة والإرادة ،بروح التحدي والتواضع و بالايمان والثقة بالله عز وجل ، كما عليهم بالعمل الجدي والمتواصل وبالتوفيق إن شاء الله على أمل أن نحقق نتيجة أحسن العام المقبل ٠
|
في الأخير نشكر فاطمة الزهراء على إجاباتها الرائعة و المفصلة و نأمل أن يستفيد الطلاب المقبلون على البكالوريا من نصائحها و تجربتها حتى يحققوا المعدلات التي يطمحون لها تمنياتنا لفاطمة الزهراء بالتوفيق في الجامعة و تخصص الطب و تمنياتنا لطلابنا الأعزاء بالنجاح و التفوق و التميز |