متفوقو بكالوريا 2020
إلياس عوالي المتحصل على معدل 19.07 ... التسلق إلى القمة شاق، لكن المنظر عند الوصول يستحق هذا التعب
إلياس عوالي المتحصل على معدل 19.07 ... التسلق إلى القمة شاق، لكن المنظر عند الوصول يستحق هذا التعب
كما في نهاية كل موسم ، ها هي نتائج شهادة البكالوريا تطل بعد طول انتظار نفذ فيه صبر الطلاب لمعرفة ما إذا كافأتهم النتائج أم خيبت آمالهم... تطل لتكون مرآة عاكسة لما قدمه الطالب خلال مشوار دراسي طويل... تطل لتفي الكادين المجتهدين حقهم، كل على قدر اجتهاده. و ها هو الموقع الأول للدراسة في الجزائر كما عودكم كل عام ينقل لكم تجارب النخبة الذين تمكنوا من احتلال المراتب الأولى في سباق البكالوريا، عسى أن تكون خلاصة تجربتهم دروسا يستفيد منها من سيجتاز هذا الامتحان في المواسم القادمة، و عبرا تخط لهم طريقا واضحا نحو الامتياز٠
كان هذه المرة لقاءنا مع المتفوق إلياس عوالي من مدرسة أشبال الأمة بالبليدة الشهيد زميط حمود المتحصل على معدل 19.07 رابع أعلى معدل على المستوى الوطني في بكالوريا 2020، إلياس اختار لينقل لنا أسرار تفوقه "التسلق إلى القمة شاق، لكن المنظر عند الوصول يستحق هذا التعب" عنوانا لمقاله، نتمنى لكم الاستفادة٠
كان هذه المرة لقاءنا مع المتفوق إلياس عوالي من مدرسة أشبال الأمة بالبليدة الشهيد زميط حمود المتحصل على معدل 19.07 رابع أعلى معدل على المستوى الوطني في بكالوريا 2020، إلياس اختار لينقل لنا أسرار تفوقه "التسلق إلى القمة شاق، لكن المنظر عند الوصول يستحق هذا التعب" عنوانا لمقاله، نتمنى لكم الاستفادة٠
تاريخ كتابة المقال: 30 نوفمبر 2020
تعريف و تقديم المتفوق
بعد بسم الله الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله ،أما بعد:٠ شبل الأمة عوالي إلياس من مواليد 07/04/2002 بسيدي غيلاس ولاية تيبازة، كان بداية مشواري الدراسي على مستوى ابتدائية بوكبير محمد أين زاولت هناك 5 سنوات لتنتهي بنيل شهادة التعليم الابتدائي بمعدل 9.20، ثم انتقلت إلى متوسطة بوعوالي بلقاسم أيضا درست فيها طيلة أربع سنوات ونلت بعدها شهادة التعليم المتوسط بمعدل 17.94 "لم أرض بهذه النتيجة لأنها لم تعكس مستواي الحقيقي"، لكنها سمحت لي بأن أحقق حلمي ألا وهو الالتحاق بمدارس أشبال الأمة، وفعلا تم قبولي لأنضم إلى مدرسة أشبال الأمة بالبليدة الشهيد حمود زميط/ن ع 1 أين عرفت التميز منذ السنة الأولى إلى السنة الثالثة شعبة رياضيات لتختم سلسلة النجاحات بنيل شهادة الباكالوريا بمعدل 19.07 بتقدير امتياز وتحصلت بفضلها على المرتبة الرابعة وطنيا والأولى على مستوى مدارس أشبال الأمة وما هذا النجاح إلا بالتوفيق والسداد من الله عز وجل٠ |
ريثم الدراسة والبرنامج المتبع وطريقة المراجعة
فيما يخص الدراسة ،مثل كل باقي التلاميذ كان لدينا برنامج أسبوعي من الثامنة صباحا إلى الرابعة ونصف مساء حيث كنا نزاول الدروس مع أساتذتنا الأفاضل ،في هذه الفترة برنامج المراجعة كان كالآتي:٠
ـ بعد نهاية الدوام الدراسي آخذ فترة استراحة حتى الساعة السادسة مساء وقت بداية المراجعة المسائية الإجبارية على مستوى مدارس أشبال الأمة ،هنا كنت أقوم بحل الواجبات المطلوبة ثم أنتقل إلى مادة الرياضيات أو العلوم الفيزيائية بالتناوب "يوم بيوم" حيث أعيد فهم الدروس لأنتقل بعد ذلك إلى حل التمارين النموذجية إما من الكتاب المدرسي أو من مراجع أخرى،يتواصل هذا العمل حتى الساعة الثامنة مساء متى ينتهي وقت المراجعة الإجبارية حيث تنطلق المراجعة الحرة ،في هذه الفترة كنت أخصصها للمواد الثانوية التي أنا أعتبرها مهمة لأنها سر التميز والتفوق، كنت أقوم بتحرير ملخصات وفهم الدروس ثم أقوم بحل مواضيع نموذجية، وهذا حتى الساعة العاشرة ونصف ليلا موعد إطفاء الأنوار٠
ـ في عطلة نهاية الأسبوع، هذه الفترة كنت أعتبرها كنز لا يفنى من أجل حفظ الدروس وترسيخها، حيث تخصيص عطلة نهاية الأسبوع لمواد الحفظ كالتاريخ والجغرافيا، العلوم الإسلامية والفلسفة يفسح لك المجال من أجل التفرغ للمواد الأساسية خلال الأسبوع بكل أريحية٠
ـ استمر الحال على هذا المنوال طيلة الفصل الأول والثاني،إلا أن يغزو العالم شبح وباء كورونا، وبدأت الأمور تسوء أكثر فأكثر لذا توقفنا عن الدراسة ،كان ذلك في بداية الأمر مجرد وهم لم أتقبله لكن بعد ذلك أدركت أنه لابد من الاستمرار في الكفاح والمثابرة لأن مفتاح النجاح هو التركيز على الأهداف لا العقبات، وقمت برسم مخطط استثنائي لهذه الفترة،ألا وهو:٠
ـ الفترة الصباحية :خصصتها لمواد الحفظ لأن قوة الاستيعاب تكون بقوة في الصباح، من يستطيع النهوض باكرا فليفعل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينصحنا بالبكور لأن فيه بركة لكن دون إجهاد النفس،فمثلا أنا لم أكن أقدر عن النهوض باكرا رغم بعض المحاولات التي باءت بالفشل، فبعد صلاة الفجر كنت أعود إلى النوم حتى الساعة الثامنة ونصف لا أكثر لأنطلق مباشرة في الحفظ والمذاكرة حتى الغداء٠
ـ الفترة المسائية: حوالي بعد الساعة الواحدة ونصف زوالا تبدأ مرحلة الجد لأنها كانت مخصصة للمواد الأساسية "الرياضيات والعلوم الفيزيائية" حيث كنت أقوم بحل المواضيع المختلفة، يستمر هذا الحال حتى الساعة الرابعة ونصف، أين آخذ فترة استراحة صغيرة ثم أنطلق في المواد الثانوية خاصة اللغات ،حتى يحين موعد النوم ،فأنا أنصح التلاميذ بتجنب السهر ومحاولة الدراسة لأن كل ما يقوم به يذهب سدا ولا يستفيد منه شيئا لأن عقل الإنسان لابد له فترة كافية من النوم حتى يقوم بترسيخ جل المعلومات التي أخذها طيلة اليوم الدراسي الشاق وبالتالي كلما نام باكرا كان ذلك منفعة له٠
نصائح عملية في كل مادة والمراجع المعتمد عليها
قبل أن أنطلق في تقديم نصائح لكل مادة لابد من التلميذ أن يدرك شيئا مهما ألا وهو متابعة الدروس بكل جدية داخل القسم لأنها تعتبر حجر الأساس ومن دونها لن يستطيع فهم أي شيء بعدها ،لذا الأستاذ ثم الأستاذ ثم الأستاذ،أما الآن فلنتطرق إلى كل مادة على حدا:٠
ـ الرياضيات: من أروع المواد وأجملها ،كنت أتفنن في دراستها لأنني أجد متعة في ذلك،اعتمدت في مراجعتها على كتاب الأمل في الرياضيات ومختلف المواضيع النموذجية لأن المواد الأساسية سر التميز فيها هو حل أكبر قدر ممكن من التمارين وتسجيل الأفكار الجديدة في كتيب أو كناش،تحصلت في مادة الرياضيات على علامة 19.5 من 20 ٠
ـ العلوم الفيزيائية: أيضا مادة رائعة ، اعتمدت فيها على كتاب تأشيرة النجاح في العلوم الفيزيائية للأستاذ شنايت ،كتاب ولا أروع فيه مختلف التمارين مع الحلول النموذجية ،تحصلت في النهاية على العلامة الكاملة 20 من 20 ٠
ـ العلوم الطبيعية: بالرغم من أن في شعبة الرياضيات تعتبر مادة ثانوية لكنني كنت أعتبرها مادة أساسية لشدة حبي لها كنت أقوم بحل المواضيع المختلفة والتمارين النموذجية والمقترحة خاصة تلك للأستاذ بوالريش تامر وكتاب أحمد خليفة ،لأتحصل على علامة 18 من 20 في النهاية٠
ـ اللغة العربية: تحتاج اللغة العربية إلى فهم منهجية الإجابة و أيضا فهم النص سواء شعرا أو نثرا لأن دون فهم النص لن تستطيع الإجابة إلا على بعض الأسئلة الأكاديمية ،اعتمدت على مخططات الأستاذة في القسم وملخصات الأستاذ حيقون أسامة ،لأتحصل على علامة 18 من 20 ٠
ـ التاريخ والجغرافيا: هي من المواد الثانوية لمن تبقى مهمة لمن أراد التميز ،حيث اعتمدت فيها على دروس الأستاذ وكتاب محمودي عادل لأقوم بتحرير ملخصات من تأليفي وهذا ما أفادني كثيرا في فهم المعلومات وترسيخها ،فكانت علامتي فيها 19 من 20 ٠
ـ العلوم الإسلامية: نفس الشيء مقارنة مع التاريخ والجغرافيا ،حيث اعتمدت كل الاعتماد على دروس الأستاذة في القسم لكن قمت بإعادة كتابتها في أوراق بيضاء حتى أزيدها تنظيما وأكثر قابلية للحفظ ،لأتحصل على العلامة الكاملة 20 من 20 ٠
ـ اللغة الفرنسية: أنا من محبي اللغات ولي الرغبة في تعلم أكبر عدد ممكن من اللغات ،فأنا أعتمد على مقولة "من تعلم لغة قوم أمن مكرهم"، نعود إلى الموضوع فاللغة الفرنسية فهمها يكمن في المتابعة والتركيز أثناء الدرس أولا ثم تطوير قدراتنا اللغوية من مرادفات وذلك من خلال المطالعة ثانيا، تحصلت فيها على علامة 17.5 من 20 لكنها لم تكن مرضية بالنسبة لي لأنني توقعت أكثر٠
ـ اللغة الانجليزية: ما أروعها كلغة قبل أن تكون محورا من محاور الدراسة، اللغة الانجليزية طريقة دراستها في متناه السهولة والبساطة فهي تعتمد أساسا على القواعد المقدمة من طرف الأستاذ في القسم ثم مثل الفرنسية تطوير الزاد اللغوي من خلال المطالعة ومشاهدة الأفلام، تحصلت فيها على علامة 19 من 20 ٠
ـ الفلسفة: فيما يخص الفلسفة، كنت أعتبرها في بداية الأمر هاجسا لا مفر منه ، لكن بفضل الشرح المفصل والجميل من طرف أستاذتي الفاضلة استطعت أن أتخطى ذلك الحاجز لتصبح بالنسبة لي مادة جميلة تستحق الاهتمام بها، أولا يجب على التلميذ أن يفهم حجج الفلاسفة بشكل جيد لأنها أساس المقالة ثم يقوم بتحرير مقالة خاصة به من تأليفه حتى يبرز فيها أسلوبه الخاص ، انتهت هذه الجهود بتحصلي على علامة 18 من 20 ٠
خصوصيات مدرسة أشبال الأمة
تعتبر مدارس أشبال الأمة مشتلة العلم والمعرفة، مكسب للانضباط والأخلاق السامية، فهي حقا مدرسة تكون الجيل الجديد للأمة وقادتها في المستقبل، فأنا يزيدني شرفا بانتمائي إلى هذه المدرسة العريقة، فهي تحتوي على كل المرافق الضرورية واللوازم البيداغوجية اللازمة لتلقين الشبل أحسن العلوم وأرقاها تحت إشراف أساتذة أكفاء ذو خبرة عالية، وإطارات تسهر على السير التام للدروس في منتهى السلاسة والانضباط، دون أن ننسى دور القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي وسهرها على تلقين الأشبال الدروس في أجواء مميزة وإدراك الأخلاق النبيلة، فشعارنا "معرفة-وفاء-انضباط" وتحت هذا الشعار يعيش الشبل ويبلغ المجد من خلاله٠
التضحيات والعقبات في الطريق
صحيح أن طريق النجاح لا يخل من العقبات لكن لابد للمثابر أن يتجاوزها بالصبر التوكل على الله والاستعانة به ، لذا أنا أنصح التلاميذ بالتمعن في المقولة التالية:"إبدأ الآن.إبدأ من مكانك.إبدأ والخوف بصحبتك.إبدأ وألمك معك. إبدأ مع كل شكوكك. إبدأ ويداك ترتعشان وصوتك يرتجف. ولكن إبدأ، إبدأ ولا تتوقف". فهذه العبارة دائما ما توقد في نفسي نار الشغف والإرادة من أجل الانطلاق وتحقيق أعلى المراتب مهما كان في الطريق من عقبات٠
الدروس الخصوصية
لكل تلميذ رأيه الخاص فيما يخص الدروس الخصوصية ،لكنني ضدها لأنني أعتبرها مضيعة للوقت ،فأنا أفضل المذاكرة لوحدي وإدراك نقائصي من أجل طرحها على الأستاذ في القسم عوض ذلك، لكن هذا يبقى مجرد وجهة نظري في النهاية لأنه لا يمكن أن أجبر التلميذ على ترك الدروس الخصوصية لأنه ربما لا تصله المعلومة في القسم للمرة الأولى فيقوم بترسيخها من خلال الدروس الخصوصية ،وكنصيحة مني للذين يتحججون بأنه لابد من الدروس الخصوصية في المواد الأساسية أدعوهم إلى حل أكبر عدد ممكن من التمارين والمواضيع لأن هذه المواد تعتمد على التمرن أكثر من الدروس وسيرى فعالية ذلك في النهاية٠
الأهداف والطموحات في الجامعة
في ما يخص التخصص المستقبلي فأنا اخترت مهنة الطب لأنها تعتبر مهنة نبيلة ذو طابع إنساني ،لذا قررت الانخراط في صفوف الطب العسكري من أجل خدمة البلاد بصفة عامة والجيش الوطني الشعبي بصفة خاصة ونطمح بإذن الله أن نحقق الاحترافية في المستقبل إن شاء الله والسير ببلادنا العزيزة إلى مصاف البلدان الرائدة وهذا ليس بالشيء الصعب ،يحتاج القليل من الإرادة والعزيمة من طرف شباب الجزائر الحبيبة والتفاني في القيام بالمهام الموكلة له ٠
كلمة أخيرة
في نهاية الحديث نشكر الله عز وجل على توفيقنا من أجل بلوغ هذا النجاح المبهر ،ثم أتقدم بالشكر الجزيل إلى من سهر الليالي من أجلي وتفنن في توفير حاجياتي، أمي وأبي اللذان يعتبران سندي في الحياة فمهما قدمت لهما من شكر لا يكفي لرد جميلهما وبلوغ مقامهما، كما أزف بعبارات الشكر والعرفان إلى كافة إطارات مدرسة أشبال الأمة بالبليدة على السهر من أجل توفير الحاجيات اللازمة للتميز والتألق، ومن طياتهم نذكر أساتذتنا الأفاضل اللذين مهما شكرتهم يبقى فضلهم أكبر فلكم كل التحية والتقدير يا من تنتهجون مهنة الأنبياء٠
أتقدم بشكري الجزيل إلى زملائي الأشبال بالمدرسة لأنهم يعتبرون عائلتي الثانية، فطيلة مسار ثلاث سنوات عشنا الحلو المر معا واستطعنا تجاوزها بفضل التعاون والتآزر فيما بيننا٠
الطموح وقود النجاح، والنجاح لذة الحياة، أمّا الكسل والتقاعس فهما العائقان اللذان يقفان بين الإنسان وبين هذه اللذة، لذا على الإنسان أن يحاربهما، وأن يقرر تطوير ذاته ومهاراته، وأن يخلص في أداء عمله حتى يسمو بنفسه ومجتمعه ويحقق الغاية التي أوجدنا الله من أجلها في الأرض،يقول الشافعي:٠
بقدر الكد تُكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي "
" ومن طلب العلى بغير كد أضاع العمر في طلب المحالِ
نشكر في الأخير الموقع الأول للدراسة في الجزائر على هذه الالتفاتة الطيبة، دمتم في رعاية الله وفضله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته٠
فيما يخص الدراسة ،مثل كل باقي التلاميذ كان لدينا برنامج أسبوعي من الثامنة صباحا إلى الرابعة ونصف مساء حيث كنا نزاول الدروس مع أساتذتنا الأفاضل ،في هذه الفترة برنامج المراجعة كان كالآتي:٠
ـ بعد نهاية الدوام الدراسي آخذ فترة استراحة حتى الساعة السادسة مساء وقت بداية المراجعة المسائية الإجبارية على مستوى مدارس أشبال الأمة ،هنا كنت أقوم بحل الواجبات المطلوبة ثم أنتقل إلى مادة الرياضيات أو العلوم الفيزيائية بالتناوب "يوم بيوم" حيث أعيد فهم الدروس لأنتقل بعد ذلك إلى حل التمارين النموذجية إما من الكتاب المدرسي أو من مراجع أخرى،يتواصل هذا العمل حتى الساعة الثامنة مساء متى ينتهي وقت المراجعة الإجبارية حيث تنطلق المراجعة الحرة ،في هذه الفترة كنت أخصصها للمواد الثانوية التي أنا أعتبرها مهمة لأنها سر التميز والتفوق، كنت أقوم بتحرير ملخصات وفهم الدروس ثم أقوم بحل مواضيع نموذجية، وهذا حتى الساعة العاشرة ونصف ليلا موعد إطفاء الأنوار٠
ـ في عطلة نهاية الأسبوع، هذه الفترة كنت أعتبرها كنز لا يفنى من أجل حفظ الدروس وترسيخها، حيث تخصيص عطلة نهاية الأسبوع لمواد الحفظ كالتاريخ والجغرافيا، العلوم الإسلامية والفلسفة يفسح لك المجال من أجل التفرغ للمواد الأساسية خلال الأسبوع بكل أريحية٠
ـ استمر الحال على هذا المنوال طيلة الفصل الأول والثاني،إلا أن يغزو العالم شبح وباء كورونا، وبدأت الأمور تسوء أكثر فأكثر لذا توقفنا عن الدراسة ،كان ذلك في بداية الأمر مجرد وهم لم أتقبله لكن بعد ذلك أدركت أنه لابد من الاستمرار في الكفاح والمثابرة لأن مفتاح النجاح هو التركيز على الأهداف لا العقبات، وقمت برسم مخطط استثنائي لهذه الفترة،ألا وهو:٠
ـ الفترة الصباحية :خصصتها لمواد الحفظ لأن قوة الاستيعاب تكون بقوة في الصباح، من يستطيع النهوض باكرا فليفعل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينصحنا بالبكور لأن فيه بركة لكن دون إجهاد النفس،فمثلا أنا لم أكن أقدر عن النهوض باكرا رغم بعض المحاولات التي باءت بالفشل، فبعد صلاة الفجر كنت أعود إلى النوم حتى الساعة الثامنة ونصف لا أكثر لأنطلق مباشرة في الحفظ والمذاكرة حتى الغداء٠
ـ الفترة المسائية: حوالي بعد الساعة الواحدة ونصف زوالا تبدأ مرحلة الجد لأنها كانت مخصصة للمواد الأساسية "الرياضيات والعلوم الفيزيائية" حيث كنت أقوم بحل المواضيع المختلفة، يستمر هذا الحال حتى الساعة الرابعة ونصف، أين آخذ فترة استراحة صغيرة ثم أنطلق في المواد الثانوية خاصة اللغات ،حتى يحين موعد النوم ،فأنا أنصح التلاميذ بتجنب السهر ومحاولة الدراسة لأن كل ما يقوم به يذهب سدا ولا يستفيد منه شيئا لأن عقل الإنسان لابد له فترة كافية من النوم حتى يقوم بترسيخ جل المعلومات التي أخذها طيلة اليوم الدراسي الشاق وبالتالي كلما نام باكرا كان ذلك منفعة له٠
نصائح عملية في كل مادة والمراجع المعتمد عليها
قبل أن أنطلق في تقديم نصائح لكل مادة لابد من التلميذ أن يدرك شيئا مهما ألا وهو متابعة الدروس بكل جدية داخل القسم لأنها تعتبر حجر الأساس ومن دونها لن يستطيع فهم أي شيء بعدها ،لذا الأستاذ ثم الأستاذ ثم الأستاذ،أما الآن فلنتطرق إلى كل مادة على حدا:٠
ـ الرياضيات: من أروع المواد وأجملها ،كنت أتفنن في دراستها لأنني أجد متعة في ذلك،اعتمدت في مراجعتها على كتاب الأمل في الرياضيات ومختلف المواضيع النموذجية لأن المواد الأساسية سر التميز فيها هو حل أكبر قدر ممكن من التمارين وتسجيل الأفكار الجديدة في كتيب أو كناش،تحصلت في مادة الرياضيات على علامة 19.5 من 20 ٠
ـ العلوم الفيزيائية: أيضا مادة رائعة ، اعتمدت فيها على كتاب تأشيرة النجاح في العلوم الفيزيائية للأستاذ شنايت ،كتاب ولا أروع فيه مختلف التمارين مع الحلول النموذجية ،تحصلت في النهاية على العلامة الكاملة 20 من 20 ٠
ـ العلوم الطبيعية: بالرغم من أن في شعبة الرياضيات تعتبر مادة ثانوية لكنني كنت أعتبرها مادة أساسية لشدة حبي لها كنت أقوم بحل المواضيع المختلفة والتمارين النموذجية والمقترحة خاصة تلك للأستاذ بوالريش تامر وكتاب أحمد خليفة ،لأتحصل على علامة 18 من 20 في النهاية٠
ـ اللغة العربية: تحتاج اللغة العربية إلى فهم منهجية الإجابة و أيضا فهم النص سواء شعرا أو نثرا لأن دون فهم النص لن تستطيع الإجابة إلا على بعض الأسئلة الأكاديمية ،اعتمدت على مخططات الأستاذة في القسم وملخصات الأستاذ حيقون أسامة ،لأتحصل على علامة 18 من 20 ٠
ـ التاريخ والجغرافيا: هي من المواد الثانوية لمن تبقى مهمة لمن أراد التميز ،حيث اعتمدت فيها على دروس الأستاذ وكتاب محمودي عادل لأقوم بتحرير ملخصات من تأليفي وهذا ما أفادني كثيرا في فهم المعلومات وترسيخها ،فكانت علامتي فيها 19 من 20 ٠
ـ العلوم الإسلامية: نفس الشيء مقارنة مع التاريخ والجغرافيا ،حيث اعتمدت كل الاعتماد على دروس الأستاذة في القسم لكن قمت بإعادة كتابتها في أوراق بيضاء حتى أزيدها تنظيما وأكثر قابلية للحفظ ،لأتحصل على العلامة الكاملة 20 من 20 ٠
ـ اللغة الفرنسية: أنا من محبي اللغات ولي الرغبة في تعلم أكبر عدد ممكن من اللغات ،فأنا أعتمد على مقولة "من تعلم لغة قوم أمن مكرهم"، نعود إلى الموضوع فاللغة الفرنسية فهمها يكمن في المتابعة والتركيز أثناء الدرس أولا ثم تطوير قدراتنا اللغوية من مرادفات وذلك من خلال المطالعة ثانيا، تحصلت فيها على علامة 17.5 من 20 لكنها لم تكن مرضية بالنسبة لي لأنني توقعت أكثر٠
ـ اللغة الانجليزية: ما أروعها كلغة قبل أن تكون محورا من محاور الدراسة، اللغة الانجليزية طريقة دراستها في متناه السهولة والبساطة فهي تعتمد أساسا على القواعد المقدمة من طرف الأستاذ في القسم ثم مثل الفرنسية تطوير الزاد اللغوي من خلال المطالعة ومشاهدة الأفلام، تحصلت فيها على علامة 19 من 20 ٠
ـ الفلسفة: فيما يخص الفلسفة، كنت أعتبرها في بداية الأمر هاجسا لا مفر منه ، لكن بفضل الشرح المفصل والجميل من طرف أستاذتي الفاضلة استطعت أن أتخطى ذلك الحاجز لتصبح بالنسبة لي مادة جميلة تستحق الاهتمام بها، أولا يجب على التلميذ أن يفهم حجج الفلاسفة بشكل جيد لأنها أساس المقالة ثم يقوم بتحرير مقالة خاصة به من تأليفه حتى يبرز فيها أسلوبه الخاص ، انتهت هذه الجهود بتحصلي على علامة 18 من 20 ٠
خصوصيات مدرسة أشبال الأمة
تعتبر مدارس أشبال الأمة مشتلة العلم والمعرفة، مكسب للانضباط والأخلاق السامية، فهي حقا مدرسة تكون الجيل الجديد للأمة وقادتها في المستقبل، فأنا يزيدني شرفا بانتمائي إلى هذه المدرسة العريقة، فهي تحتوي على كل المرافق الضرورية واللوازم البيداغوجية اللازمة لتلقين الشبل أحسن العلوم وأرقاها تحت إشراف أساتذة أكفاء ذو خبرة عالية، وإطارات تسهر على السير التام للدروس في منتهى السلاسة والانضباط، دون أن ننسى دور القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي وسهرها على تلقين الأشبال الدروس في أجواء مميزة وإدراك الأخلاق النبيلة، فشعارنا "معرفة-وفاء-انضباط" وتحت هذا الشعار يعيش الشبل ويبلغ المجد من خلاله٠
التضحيات والعقبات في الطريق
صحيح أن طريق النجاح لا يخل من العقبات لكن لابد للمثابر أن يتجاوزها بالصبر التوكل على الله والاستعانة به ، لذا أنا أنصح التلاميذ بالتمعن في المقولة التالية:"إبدأ الآن.إبدأ من مكانك.إبدأ والخوف بصحبتك.إبدأ وألمك معك. إبدأ مع كل شكوكك. إبدأ ويداك ترتعشان وصوتك يرتجف. ولكن إبدأ، إبدأ ولا تتوقف". فهذه العبارة دائما ما توقد في نفسي نار الشغف والإرادة من أجل الانطلاق وتحقيق أعلى المراتب مهما كان في الطريق من عقبات٠
الدروس الخصوصية
لكل تلميذ رأيه الخاص فيما يخص الدروس الخصوصية ،لكنني ضدها لأنني أعتبرها مضيعة للوقت ،فأنا أفضل المذاكرة لوحدي وإدراك نقائصي من أجل طرحها على الأستاذ في القسم عوض ذلك، لكن هذا يبقى مجرد وجهة نظري في النهاية لأنه لا يمكن أن أجبر التلميذ على ترك الدروس الخصوصية لأنه ربما لا تصله المعلومة في القسم للمرة الأولى فيقوم بترسيخها من خلال الدروس الخصوصية ،وكنصيحة مني للذين يتحججون بأنه لابد من الدروس الخصوصية في المواد الأساسية أدعوهم إلى حل أكبر عدد ممكن من التمارين والمواضيع لأن هذه المواد تعتمد على التمرن أكثر من الدروس وسيرى فعالية ذلك في النهاية٠
الأهداف والطموحات في الجامعة
في ما يخص التخصص المستقبلي فأنا اخترت مهنة الطب لأنها تعتبر مهنة نبيلة ذو طابع إنساني ،لذا قررت الانخراط في صفوف الطب العسكري من أجل خدمة البلاد بصفة عامة والجيش الوطني الشعبي بصفة خاصة ونطمح بإذن الله أن نحقق الاحترافية في المستقبل إن شاء الله والسير ببلادنا العزيزة إلى مصاف البلدان الرائدة وهذا ليس بالشيء الصعب ،يحتاج القليل من الإرادة والعزيمة من طرف شباب الجزائر الحبيبة والتفاني في القيام بالمهام الموكلة له ٠
كلمة أخيرة
في نهاية الحديث نشكر الله عز وجل على توفيقنا من أجل بلوغ هذا النجاح المبهر ،ثم أتقدم بالشكر الجزيل إلى من سهر الليالي من أجلي وتفنن في توفير حاجياتي، أمي وأبي اللذان يعتبران سندي في الحياة فمهما قدمت لهما من شكر لا يكفي لرد جميلهما وبلوغ مقامهما، كما أزف بعبارات الشكر والعرفان إلى كافة إطارات مدرسة أشبال الأمة بالبليدة على السهر من أجل توفير الحاجيات اللازمة للتميز والتألق، ومن طياتهم نذكر أساتذتنا الأفاضل اللذين مهما شكرتهم يبقى فضلهم أكبر فلكم كل التحية والتقدير يا من تنتهجون مهنة الأنبياء٠
أتقدم بشكري الجزيل إلى زملائي الأشبال بالمدرسة لأنهم يعتبرون عائلتي الثانية، فطيلة مسار ثلاث سنوات عشنا الحلو المر معا واستطعنا تجاوزها بفضل التعاون والتآزر فيما بيننا٠
الطموح وقود النجاح، والنجاح لذة الحياة، أمّا الكسل والتقاعس فهما العائقان اللذان يقفان بين الإنسان وبين هذه اللذة، لذا على الإنسان أن يحاربهما، وأن يقرر تطوير ذاته ومهاراته، وأن يخلص في أداء عمله حتى يسمو بنفسه ومجتمعه ويحقق الغاية التي أوجدنا الله من أجلها في الأرض،يقول الشافعي:٠
بقدر الكد تُكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي "
" ومن طلب العلى بغير كد أضاع العمر في طلب المحالِ
نشكر في الأخير الموقع الأول للدراسة في الجزائر على هذه الالتفاتة الطيبة، دمتم في رعاية الله وفضله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته٠
في الأخير نشكر إلياس على مقاله و نصائحه و نتمنى له التوفيق و المزيد من النجاحات مستقبلا و نتمنى للطلاب المقبلين على البكالوريا الاستفادة من نصائحه و تجربته ـ مقالات و حوارات المتفوقين في البكالوريا ـ موقع الثالثة ثانوي للتحضير للبكالوريا ـ قائمة المتفوقين بكالوريا 2020 |
|